ظهرت بوادر ازمة ديبلوماسية بين بريطانيا واسرائيل امس عندما اكد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك مجددا انه لن يلغي زيارته لمستوطنة "هارحوما" على جبل ابو غنيم في القدسالمحتلة برفقة مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية السيد فيصل الحسيني، على رغم اعتراض اسرائيل على ذلك. وقال كوك في مؤتمر صحافي مساء امس في ادنبرة بعد اختتام اعمال مؤتمر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي، انه سيمضي قدما في زيارة موقع المستوطنة، لكنه اعرب عن امله في الا تثير اسرائيل المشاكل في شأن الزيارة او ان تُلغي اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وطلبت اسرائيل من كوك الغاء زيارة المستوطنة قائلة انها ستكون "عملا استفزازيا". وقال مسؤولون اسرائيليون لصحيفة "التايمز" ان نتانياهو قد يلغي اجتماعا مقررا مع كوك اذا تمسك بزيارة هار حوما. وصرح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية: "نحن على علم بالموقف الاسرائيلي. ووزير الخارجية سيمضي قدما بالزيارة". ويعتزم كوك الذي يبدأ اليوم زيارة للشرق الاوسط تستمر ثلاثة ايام، زيارة منطقة جبل ابو غنيم بعد غد الثلثاء للاطلاع على واحدة من اعقد القضايا التي يختلف في شأنها الفلسطينيون والاسرائيليون. ويسعى الى ان يسجل من خلال زيارة ابو غنيم استنكار اوروبا وبريطانيا سياسة الاستيطان والمطالبة بوقفها. وقال كوك انه حصل على دعم كامل من زملائه في لقاء ادنبره في شأن خطة العمل لانعاش عملية السلام والافكار التي سيعرضها على المسؤولين الذين سيلتقيهم خلال زيارته للمنطقة. واكد وزراء خارجية الاتحاد عزمهم على تكثيف الجهود الديبلوماسية لتحريك العملية السلمية. وكان من المقرر ان يلتقي كوك لاحقاً وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في ادنبرة مساء امس لاطلاعها على نتائج اجتماع وزراء الخارجية وليؤكد لها دعم اوروبا اي مبادرة جديدة تطلقها اميركا في المنطقة لتحريك عملية السلام. وبالنسبة الى العراق، قال انه حصل على موافقة زملائه في الاتحاد لفكرة عقد المؤتمر الانساني لمساعدة الشعب العراقي والمقترح ان يعقد في نيسان ابريل المقبل في لندن. الى ذلك، حذرت اسرائيل امس الاتحاد الاوروبي من طرح اي مبادرة في شأن عملية السلام في الشرق الاوسط، وقالت ان الدور الاوروبي يجب ان يقتصر على المساعدة في تحقيق التنمية. وقال الأمين العام للحكومة الاسرائيلية داني نافيه ان على الاتحاد الاوروبي ان "لا يرتكب خطأ فادحا من محاولة املاء خطط وافكار ليست مقبولة على اسرائيل". واضاف في تصريح الى الاذاعة الاسرائيلية ان اي مبادرة يطرحها وزير الخارجية البريطانية روبن كوك خلال جولته المقبلة في المنطقة سيكون مصيرها الفشل التام اذا كانت تنطوي على مساس بالمصالح الامنية الاسرائيلية. وأوضح نافيه ان في امكان الاتحاد الاوروبي ان يساهم في عملية السلام من خلال المساعدة في اقامة مطار غزة والمنطقة الصناعية.