بدأ رئيس مجلس الشورى البرلمان الايراني علي أكبر ناطق نوري امس زيارة للكويت التي وصل اليها آتياً من مسقط، واستقبله أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح. وأعلن ناطق نوري في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة العمانية امس ان بلاده تريد طمأنة دول الخليج الى رغبتها في علاقات حسن جوار ضمن "الأسرة الواحدة"، مشيراً الى ان الرئيس محمد خاتمي يفكر في القيام بجولة على دول خليجية العام المقبل. وجدّد موقف بلاده في قضية الجزر، داعياً الامارات الى "حوار مباشر"، مشدداً على تمسك ايران بپ"اتفاق عام 1971" في اشارة الى مذكرة التفاهم المتعلقة بجزيرة أبو موسى. وستستمر زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني للكويت 3 أيام يرافقه خلالها وفد كبير. وقال ناطق نوري للصحافيين لدى وصوله الى مطار الكويت ان هدف زيارته هو تنمية العلاقات على كل المستويات و"تعزيز العلاقات الأخوية المتميزة". وزاد ان الزيارة "تأتي في ظل تطورات جديدة ونحن نرى ان التعنت الاسرائيلي ما زال قائماً وكذلك استمرار احتلال القدس واجزاء من الوطن العربي". وقال رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي أحمد السعدون ان زيارة ناطق نوري لها أهمية خاصة و"نحن أحوج ما نكون لمواقف محددة من قضايا، وبالذات الكيان الصهيوني والنظام العراقي". واضاف: "يهمنا ككويتيين ان نتباحث حول طبيعة النظام العراقي وعدم التزامه القرارات الدولية، وان نستفيد من تجربتهم الايرانيين في كيفية التعامل مع النظام العراقي في ما يتعلق بعدم اعترافه بالأسرى الكويتيين وغيرهم". ويرافق ناطق نوري وفد من 80 شخصاً تقريباً بينهم وزير المناجم والمعادن اسحق جهانكيري، والنائب عضو هيئة الرئاسة الدكتور طه هاشمي ومساعد وزير الخارجية محمد صدر ورئيس غرفة التجارة والصناعة في ايران علينقي خاموشي. يذكر ان ناطق نوري زار الكويت في نيسان ابريل 1995 ووقع مذكرة تفاهم برلمانية. وكان ناطق نوري اكد قبيل مغادرته مسقط الى الكويت ان العلاقات الايرانية - الاميركية لم يطرأ عليها أي تغيير، وان ايران لم تر أي حسن نية لدى واشنطن ولا نثق بها، لافتاً الى ان "جدار عدم الثقة ما زال مرتفعاً واميركا ما زالت تفكر في الهيمنة". وتابع ناطق نوري في مؤتمر صحافي ان ما طرحه الرئيس محمد خاتمي في حديثه الى شبكة "سي.ان.ان" التلفزيونية الاميركية كان "دعوة الى الحوار مع الشعب الاميركي". مؤكداً أهمية هذا الحوار، وقال: "نسأل الشعب الاميركي لماذا يأتي بهؤلاء القادة" الاميركيين. ورداً على سؤال عن الخلافات بين المحافظين والمعتدلين في ايران وهل يمكن ان تمتد الى الشارع قال ناطق نوري: "لا يوجد في ايران يمين ويسار ومحافظون ومعتدلون، هذه المسميات اطلقها الغرب. هناك جماعات لكل منها وجهة نظر والخلاف بينها لمصلحة التنمية في ايران". وزاد ان "كل هذه الجماعات يحترم قيم الثورة الاسلامية ويعتقد اعتقاداً راسخاً بولاية الفقيه الذي له في النهاية الكلمة الحاسمة في أي خلاف". وعن النزاع الايراني - الاماراتي على الجزر الثلاث قال رئيس البرلمان الايراني ان "دول المنطقة اسرة واحدة ويمكن حل الخلافات داخلها بالحوار". مشيراً الى ان الدول العربية في الخليج "واجهت خلافات حدودية في ما بينها بعضها حل وبعضها ما زال عالقاً". ودعا الامارات الى حوار مباشر، قائلاً ان ايران تستند الى اتفاق عام 1971 "واذا كانت الامارات لا تعترف بقانونيته عليها ان تجلس وتقول رأيها". الى ذلك شدد ناطق نوري على ان هدف جولته على دول عربية هو طمأنتها الى ان ايران "ليست لديها مطامع في هذه الدول بل هي طالبة سلام وعلى الدول العربية ان تثق بها". وحمل على "القوى الاجنبية التي تريد بيع السلاح لدول المنطقة وتتذرع بأكاذيب منها ان ايران تهدد المنطقة". وأعلن ان الرئيس خاتمي "يفكر جدياً في زيارة عدد من دول مجلس التعاون العام المقبل"، موضحاً ان "ترتيبات الزيارة لم تتخذ بعد".