رأى عطاءالله مهاجراني وزير الثقافة الايراني وهو الناطق الرسمي باسم الحكومة الايرانية انه في حال انسحبت اسرائيل من جنوبلبنان في ظل ضمانات لحدود آمنة ونهائية، فلا حاجة عندئذ لمقاومة "حزب الله" في الجنوباللبناني. لكنه أضاف ان "حزب الله" ليس فقط مجموعة مقاومة عسكرية فحسب، بل هو ايضاً موجود في البرلمان اللبناني وانه "أصبح مجموعة ثقافية وسياسية وهو الآن يحمل راية الهوية اللبنانية". وقال: "من الأفضل ان يوجه السؤال في شأن موضوع مصير المقاومة وماذا سيكون الموقف من ذلك الى حزب الله مباشرة". وتحدث مهاجراني في لقاء مع عدد من الصحافيين في مقر سفارة ايران في باريس بحضور سفير ايران في فرنسا الدكتور حميد آصفي. وتوقف الوزير في باريس في طريقه الى مؤتمر ثقافي دولي في السويد والتقى وزيرة الثقافة الفرنسية كاترين تروتمان. وقال مهاجراني ان ايران ايدت باستمرار جهود "حزب الله" من اجل تحرير بلاده والتوصل الى سيادة لبنان على أراضيه والتخلص من الاحتلال. وأشار الى انه بعد لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين وفي طليعتهم الرئيس الياس الهراوي، لاحظ تطابقاً في موقفي لبنانوايران حيال الموضوع. وأوضح انه في حال قررت اسرائيل الانسحاب من جنوبلبنان، سيكون ذلك قراراً مهماً، لكنه شكك في ذلك. وقال انه في أذهان الاسرائيليين وسياستهم لم يكن هناك يوماً اكتفاء بحدودهم، ولا يسعنا أبداً ان نثق بأقوال الاسرائيليين. وعن العلاقات الايرانية - العراقية، أكد ان زيارة وزير الخارجية العراقي السيد محمد الصحاف لايران ساهمت في اتخاذ قرارات لايجاد حلول لبعض المشاكل وتوقع ان يُفرج عن بعض السجناء الايرانيين في العراق وبعض السجناء العراقيين في ايران قريباً. وعن العلاقات مع الولاياتالمتحدة، رأى بعض البوادر الايجابية، لكنه أضاف ان الثقة ما زالت غائبة. وقال: "ان من بين هذه البوادر الايجابية الرسالة التي وجهها علناً الرئيس الأميركي بيل كلينتون الى الشعب الايراني لمناسبة عيد رأس السنة الجديدة النوروز كذلك عدم تجاوب الادارة الأميركية مع طلب الكونغرس اعطاء اذاعة ايران الحرة المعارضة حق البث، كما صدر تقرير عن الكونغرس الأميركي يظهر مجموعة مجاهدي خلق المعارضة على حقيقتها". راجع ص5 وعن العلاقات بين ايرانوالجزائر بعد مجيء الرئيس خاتمي الى الحكم قال مهاجراني وهو من المقربين من خاتمي: "انه كلما تعذّر على الحكومة الجزائرية حل مشاكلها الداخلية تبحث عن عوامل خارجية لتبريرها، وليس لدى السلطات الايرانية ما يحول دون اقامة علاقات طبيعية مع الجزائر خصوصاً وان الرئيس خاتمي هو الآن رئيس المؤتمر الاسلامي، فهو وقت مناسب للحكومة الجزائرية لتعيد تقويم علاقاتها مع ايران". وأضاف: "ان الجزائر تشهد حالياً مجازر معظمها يجري قرب الثكنات العسكرية الجزائرية. يجب التفكير في ضمان أمن الشعب الجزائري وتوفير المزيد من الأمن في جوار الثكنات العسكرية ويجب على الحكومة الجزائرية ان تتمكن من حل مشاكلها وان يحصل الشعب الجزائري على حقوقه الشرعية التي كان حصل عليها خلال انتخابات سابقة ولكن لسوء الحظ هذه الحقوق انتهكت". وعن رؤية الرئيس خاتمي لكيفية التوصل الى حل لمشكلة ايران والامارات في شأن الجزر الاماراتية المحتلة، قال الوزير "مسألة الجزر الثلاث مسألة ثنائية بين ايران والامارات وهي تحل على المستوى الثنائي". وأكد: "ان الحكومة الايرانية الحالية تعمل، وفق الخطوط التي رسمها الرئيس خاتمي، نحو حرية أكبر في المجتمع واحترام حقوق الانسان وازالة التوترات في العلاقات الخارجية"، وأعطى مثلاً على ذلك "العلاقات الودية بين ايران والسعودية".