أكدت مصادر ديبلوماسية في دولة الإمارات استعداد الإمارات لإرسال وفد الى طهران للبحث في حلّ سلمي لأزمة الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، إذا كان لدى إيران استعداد مماثل للبحث في هذه المسألة بكل تفاصيلها. وكان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني اعلن قبل ثلاثة أيام ان المشكلة مع الإمارات يمكن حلها من خلال اللقاءات الثنائية، مؤكداً أن طهران تنتظر وصول موفد إماراتي إليها لاستكمال المفاوضات. وقالت المصادر ل "الحياة" أن تصريحات رفسنجاني لا تحمل أي جديد، مشيرة إلى أن "الكرة لا تزال في الملعب الإيراني". وكان الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية ينوي زيارة العاصمة الإيرانية في أيلول سبتمبر 1995 لكن الزيارة ألغيت بسبب عدم استعداد إيران لمناقشة قضية الجزر الثلاث وإصرارها على حصر البحث في مذكرة التفاهم الموقعة عام 1971 في شأن جزيرة أبوموسى فقط. ولفتت مصادر ديبلوماسية إلى أن الموقف الإيراني لم يتغير بعد مؤكدة أن الإمارات أبلغت إيران رسمياً استعدادها لإرسال وزير اليها إذا قبلت إعلان أن زيارته ستكون مخصصة للبحث في موضوع الجزر الثلاث، لكن طهران رفضت ذلك ورأت أن الزيارة يجب أن تكون خاصة ببحث العلاقات بين البلدين والمسائل العالقة بينهما. واعتبرت مصادر ديبلوماسية أن تصريحات رفسنجاني والردّ الإيراني في شأن زيارة مسؤول إماراتي لطهران تعدّ محاولة للالتفاف على جوهر القضية وتحسين صورة إيران في المنطقة. يذكر أن بيان القمة الخليجية التي عقدت في الكويت في كانون الأول ديسمبر الماضي، والذي رحب بالتحولات السياسية في طهران بعد انتخاب سيد محمد خاتمي رئيساً لإيران، جدد دعم دول مجلس التعاون سيادة الإمارات على جزرها الثلاث، وكل الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها عليها. وحض البيان إيران على إنهاء احتلالها للجزر والكف عن ممارسة سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة والتوقف عن إقامة منشآت إيرانية في الجزر بهدف تغيير تركيبتها السكانية، واتباع الوسائل السلمية لإنهاء النزاع وفقاً لمبادئ القانون الدولي وقواعده، بما في ذلك القبول بإحالة القضية على محكمة العدل الدولية. وتربط مصادر ديبلوماسية تكريس أي تحسن في علاقات ايران مع دول مجلس التعاون بحصول تقدم ملموس على طريق التوصل الى حل سلمي لقضية الجزر. وأفادت مصادر مطلعة ان خرازي وعد بزيارة الإمارات مرة أخرى للبحث في مسألة الجزر في شكل مفصّل، لكن الزيارة لم تتم بعد من دون إعطاء أي تفسير لتأجيلها أو إلغائها. وأشارت المصادر ذاتها الى أن تعدد المرجعيات السياسية في طهران ربما يكون أحد الأسباب الرئيسية لعدم عودة خرازي الى الإمارات، وأكدت أن الكرة لا تزال في الملعب الإيراني. وذكرت أن دعوة الإمارات لحل الأزمة سلماً بالحوار المباشر أو اللجوء الى التحكيم الدولي ما زالت قائمة، و"على طهران أن تحسم أمرها وتستجيب نداءات المجتمع الدولي". ورأت أن طهران التي تعمل لبدء حوار سياسي مع الولاياتالمتحدة لا يمكنها في حال تحسين علاقاتها مع واشنطن القفز فوق مشكلة الجزر الإماراتية.