قال وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ان "الجغرافيا السياسية تجعل الجولان السورية وجنوبلبنان، جبهة واحدة" وان "التاريخ المشترك بين البلدين لا يعني اننا نسعى الى الوحدة". ولفت الى ان بلاده "لا تسعى الى المواجهة العسكرية" مع اسرائيل، ولكن "اذا فرضت علينا سنتصدى لها بكل ما نملك"، نافياً وجود "ضغوط أميركية" على سورية لتنفيذ القرار 425 "كما يفهمه الاسرائيليون". وفي القدسالمحتلة أ ب حضّ وزير الدفاع الأميركي ويليام كوهين لبنان وسورية أمس على الرد ايجابياً على اقتراح اسرائيل سحب قواتها من جنوبلبنان. وقال كوهين للصحافيين بعد اجتماعه مع وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي ان الاقتراح "مبادرة مهمة واعتقد انه خطوة أولى". وتوقف كوهين في اسرائيل يوماً واحداً كجزء من جولة له في الشرق الأوسط زار خلالها أيضاً مصر وتركيا والأردن. وتهدف جولته الى اظهار دعم الولاياتالمتحدة لأمن اسرائيل وعملية السلام المتعثرة وتعزيز التعاون الاقليمي لاحتواء العراق. وقال كوهين ان الولاياتالمتحدة تدعم تحسين قدرات اسرائيل الدفاعية ببطارية ثالثة من صواريخ "أرو 2". وقدمت واشنطن نحو 250 مليون دولار حتى الآن مساهمة في تمويل برنامج اميركي - اسرائيلي للدفاع ضد صواريخ "سكاد" كتلك التي اطلقها العراق على اسرائيل خلال حرب الخليج عام 1991. غير ان كوهين استدرك قائلاً: "ان من العناصر الأساسية لأمن اسرائيل المستمر تحقيق سلام شامل". وأضاف: "ليس من الكافي ان تكسب اسرائيل حروباً، برغم ان هذا أمر حاسم الأهمية. اذ يجب عليها ان تفوز بالسلام لتحقق أمناً دائماً". وقال كوهين رداً على سؤال عما اذا كانت الولاياتالمتحدة ستضغط على سورية كي تقبل بالاقتراح الاسرائيلي: "لست متأكداً مما اذا كانت الولاياتالمتحدة في مركز للضغط على أي بلد. لكني أوضحت للوزير موردخاي انني أعتقد ان اقتراحه أمر ينبغي ان ترد عليه سورية ولبنان ايجابياً". وتابع قائلاً ان "الاقتراح "بينما لن يكون كله مرضياً للسوريين أو اللبنانيين، فإنه مع ذلك اقتراح بناء ويجب ان يعطى اعتباراً". وفي دمشق جاء كلام الشرع في محاضرة ألقاها أمس في اطار الأسبوع الثقافي لقسم الفلسفة في جامعة دمشق. وقال ان خلفية "تذكر" اسرائيل الاعتراف بالقرار 425 "واضحة حتى لأي شخص لا يتعاطى السياسة وهي انها تريد القول للعالم انها تريد الانسحاب وان سورية ولبنان يرفضان ذلك". واستدرك ان البلدين يؤكدان في المقابل "ترحيبهما بأي انسحاب غير مشروط لأن ذلك سيكون نصراً لدمشق وبيروت وللمقاومة، فيما تريد اسرائيل ان تهزم لبنان بعدما هزمتها المقاومة الوطنية". وركز الشرع في المحاضرة المخصصة لموضوع العلاقات الأوروبية - السورية، على اقتراح وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي وذلك في حضور السفيرين الفرنسي شارل هنري دارغون والبريطاني باسيل ايستوود. وقال ان هذا الاقتراح يتضمن شروطاً بينها ان يكون "جيش لبنانالجنوبي وضمان أمنه، جزءاً لا يتجزأ من ترتيبات القرار 425. وان يفكك لبنان المقاومة". وبعدما قال ان الاسرائيليين يريدون "معاقبة المقاومة ومكافأة العملاء الذين تواطأوا على بلادهم وتجسسوا لاسرائيل"، أشار الى انه ليست هناك دولة في العالم "تحترم نفسها، تقبل ذلك" وان الولاياتالمتحدة رفضت تسليم الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد "لأنه عميل. فكيف يمكن للبنان ان يعمل لاسرائيل ما رفضت واشنطن عمله لها؟". وأجاب ان الحكومة الاسرائيلية تستهدف من هذه المناورة "الحصول على حق ملاحقة أي لبناني وأخذه لمحاكمته في اسرائيل كما تفعل الآن مع الفلسطينيين". في المقابل، قال وزير الخارجية السوري انه اذا أراد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "حفظ أمن اسرائيل عليه الانسحاب من الجنوب والجولان، وان الأمن لن يتحقق الا في اطار سلام شامل وعادل"، وزاد في حضور مئات الطلاب والديبلوماسيين والمدرسين ان "الجغرافيا السياسية تجعل الجولان والجنوب جبهة واحدة"، لكن "التاريخ المشترك بين بلدينا لا يعني اننا بصدد الوحدة. ونريد ان يفهم الآخرون ان ما يربط بين سورية ولبنان من القوة بما لا يستطيع أحد فصله". وسأل أحد الحاضرين "ما البديل؟"، فأجاب الشرع: "أريد ان أؤكد ان سورية لن تقبل سلاماً مشروطاً وغير شامل، نحن ندرك قوة اسرائيل التقليدية وغير التقليدية. اننا لا نسعى الى مواجهة عسكرية لكن اذا فرضت علينا سنتصدى بكل ما نملك من قوة". واستدرك: "نأمل بألا تصل الأمور الى هذا الحد"، مضيفاً انه اذا استمرت اسرائيل في سياستها الرافضة للسلام "ستدفع الثمن غالياً، لأنه ربما يأتي جيل آخر يرفض ما نقبل به الآن. ومن مصلحة اسرائيل قبول ما تحقق في اطار عملية السلام، والا فإن ذلك يمس جوهر وجود" الدولة العبرية. ونفى رداً على سؤال ممارسة واشنطن "ضغوطاً سياسية" على بلاده لقبول القرار 425 كما تفهمه اسرائيل. وقال: "في كل الأحوال لا نقبل الضغوط من أي طرف".