اعتبر وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ان اقتراحات نظيره الاسرائيلي اسحق موردخاي في شأن الانسحاب من جنوبلبنان تشكل "خطوة مهمة الى امام" لكنه اوضح ان تل أبيب لا تطلب من الولاياتالمتحدة اي شيء باستثناء الدعم السياسي لمبادرتها. وكرر الموقف الاميركي المؤيد لقرار مجلس الأمن الرقم 425، ووصفه بأنه قرار غير مشروط. وكانت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت اجرت ايضاً محادثات مع موردخاي قبل عودته الى اسرائيل تركزت على الاقتراح الاسرائيلي في شأن الانسحاب من لبنان وعملية السلام. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان موردخاي شرح لأولبرايت المبادرة وانها ردت بالقول ان "الولاياتالمتحدة مستعدة لدعم اي شيء يؤدي الى تحقيق السلام الشامل". وفسر المراقبون كلام اولبرايت بأنه يعبر عن موقف اميركي غير ملتزم. وقال كوهين انه بحث مع موردخاي في الاقتراح المتعلق بجنوبلبنان. وأكد "اننا نقف بثبات وراء قرار مجلس الأمن الرقم 425. وأعتقد ان الوزير موردخاي قدّم مساهمة ايجابية وخطى خطوة ملموسة الى الامام" في هذا الاقتراح. ونفى الوزير الاميركي ان يكون بحث مع الوزير الاسرائيلي في كيفية دعم الولاياتالمتحدة للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهمته في الجنوباللبناني بعد الانسحاب الاسرائيلي. وقال كوهين ان الموقف الاميركي لا يعتبر الجيش الاسرائيلي في جنوبلبنان بأنه "قوة احتلال. ولكننا نشجع على التقيد بقرارات الأممالمتحدة". وبدوره اعلن موردخاي انه يتطلع الى حدوث تبدل في الوضع في لبنان، و"مبادرتنا هي في احترام قراري الأممالمتحدة 425 و426. وهذا يعني ان على الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني تحمل مسؤولياتهما في المنطقة اللبنانية بما في ذلك جنوبلبنان. وعليهما ان يحفظا حق جيش لبنانالجنوبي وسكان جنوبلبنان. وإذا فعلوا ذلك فسنكون مستعدين لمغادرة جنوبلبنان". وأضاف: "انني اطلب من اصدقائنا في الولاياتالمتحدة دعم هذه المبادرة وتقديم التأييد السياسي لها وكذلك دعم الجيش اللبناني اذا كان في حاجة الى الدعم. ولا اطلب ارسال اي جندي من الولاياتالمتحدة او من اي دولة اخرى الى لبنان او الشرق الأوسط. وإنما تشجيع لبنان ودولة اخرى للانضمام الى هذه المبادرة لتغيير الوضع في لبنان. بحيث نتمكن من ايجاد وسيلة للتوصل الى اتفاق امني وفي المستقبل اتفاق سلام بين كل الدول العربية واسرائيل". ونفى موردخاي ان تكون اسرائيل في اقتراحها تضع شروطاً بشكل يخالف القرار 425 الذي يدعو الى انسحاب فوري غير مشروط. وذكر الوزير الاسرائيلي انه بحث مع كوهين في الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط. في حين برر كوهين دعم واشنطن لخطة اسرائيل نصب بطارية ثالثة من صواريخ "آرو" بالالتزام الاميركي الحالي بنشر بطاريتين قبل نهاية القرن، على اساس انتشار الاسلحة الصاروخية في المنطقة. والجدير بالذكر ان كل بطارية صواريخ تضم بين 6 و12 منصة اطلاق. وزاد ان اسرائيل تحتاج الى البطاريات الثلاث لحماية معظم سكانها. في القدسالمحتلة أ ف ب، اعلن النائب العمالي الاسرائيلي يوسي بيلين ان "حزب الله" سيوقف عملياته في جنوبلبنان اذا انسحبت القوات الاسرائيلية من هذه المنطقة. وأعلن بيلين في تصريح للتلفزيون الاسرائيلي: "حزب الله يؤكد انه اذا انتشر الجيش اللبناني في جنوبلبنان حتى الحدود الدولية فانه سيوقف نشاطه في هذه المنطقة". وأضاف ان رسالة في هذا المعنى نقلها اليه طرف ثالث التقى "حزب الله". لكنه لم يعط المزيد من الايضاح. في بيروت رد مصدر في "حزب الله" على كلام بيلين عن استعداد الحزب لوقف عمليات في حال انسحبت اسرائيل من الجنوب. وقال المصدر ان الحزب "لم يكلف أي جهة بنقل أي رسالة للعدو الاسرائيلي، وان ما يقوله الحزب في العلن هو نفسه الذي تتحدث به قياداته في اللقاءات الخاصة مع مختلف الشخصيات السياسية والديبلوماسية. وان مسألة استمرار عمليات المقاومة الاسلامية أو توقفها بعد اندحار القوات الاسرائيلية عن جنوبلبنان ستبقى مسألة مخفية في يد المقاومة الاسلامية ومن اختصاصها، لأنها تشكل ورقة قوة لمصلحة اللبنانيين المهددين باستمرار من قبل العدو الاسرائيلي". وأضاف المصدر "ان موقفه المعلن هو انه في حال انسحاب قوات الاحتلال فإنه لن يشكل بديلاً أمنياً عن السلطة اللبنانية في المناطق المحررة".