استعدت حركة "طالبان" للطلب من الولاياتالمتحدة الاعتراف بها حكومة شرعية في افغانستان خلال محادثات يجريها قادتها مع المندوب الاميركي لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون الذي يبدأ اليوم الخميس جولة في المناطق الافغانية تشمل معاقل المعارضة شمالاً. جاء ذلك في وقت شكك المبعوث الدولي الى افغانستان الاخضر الابراهيمي في امكان اطلاق عملية سلام في تلك البلاد، على اثر محادثات اجراها في العاصمة الايرانية مع ممثلي الاحزاب المناهضة ل "طالبان". واعترف الابراهيمي بانه لم يحقق تقدماً في مساعيه لحمل طرفي النزاع على الجلوس الى طاولة المفاوضات. وبرر ذلك بأن "لا رغبة لدى الدول المجاورة لافغانستان في العمل الجماعي" لحل المشكلة. كما ان "طرفي النزاع يعتقدان ان من الصعب التوصل الى حل". ورأى مراقبون ان الابراهيمي كان يشير الى رفض "طالبان" تشكيلة الوفد الذي اقترحت المعارضة ان يمثلها في مفاوضات مستقبلية في اسلام آباد على أساس ان الوفد "لا يتمتع بأهلية دينية". وتريد الحركة التي تسيطر على ثلثي افغانستان ان تقتصر المحادثات على رجال الدين من الطرفين فيما ترى الاحزاب المناهضة لها ان المفاوضات يجب الا تقتصر على رجال الدين وحدهم. اميركا - طالبان من جهة اخرى تباينت ردود الفعل في حركة "طالبان" ازاء الزيارة التي يقوم بها ريتشاردسون الى افغانستان. ففيما اعتبر وزير المعادن والصناعة مولوي احمد جان ان الزيارة "تنسف جهود الابراهيمي"، قال سفير "طالبان" في اسلام آباد عبدالحكيم مجاهد ل "الحياة" ان "حكومة الامارة الاسلامية في كابول لا تعتقد ان ذلك سيضر بالجهود الدولية سيما ان واشنطن عبرت غير مرة عن دعمها جهود المنظمة الدولية". وأوضح مجاهد ان قيادة الحركة ستدعو المبعوث الاميركي للاعتراف بالحقائق الموجودة على الارض والاعتراف بحكومة "طالبان"، لكنه رفض التعليق على الزيارة ما لم تتضح الامور بعد المحادثات التي ستجريها قيادة الحركة مع المسؤول الاميركي. ورحب الناطق باسم الحركة ملا وكيل احمد متوكل بزيارة ريتشاردسون وأعرب عن امله في ان تسفر عن نتيجة ايجابية من اجل حل المسألة الافغانية. ورأت مصادر ديبلوماسية في اسلام آباد في التصريحات والتحركات الاخيرة لبعض قادة "طالبان" عزلاً للحركة ما يتيح للمعارضة تسجيل انتصارات سياسية. غير ان مصادر افغانية مطلعة رأت ان المسؤول الاميركي سيقوم بزيارته لكل من مناطق "طالبان" والمعارضة. وتعد الزيارة التي يقوم بها ريتشاردسون على رأس وفد اميركي يضم 15 شخصاً الارفع من نوعه منذ زيارة وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر في السبعينات. ومن المقرر ان يتوجه المسؤول الاميركي والوفد المرافق له الى كابول وبعدها مزار الشريف. وكان ريتشاردسون وجه انتقادات لاذعة الى قيادة "طالبان" اثناء وجوده في بنغلاديش مطالباً الحركة بتحسين سجلها في التعامل مع المرأة الافغانية.