استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي وصل إلى جدة في زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية وصفت بأنها "مهمة". وكان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في مقدم مستقبلي رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى جدة، وعقد معه جولتين من المحادثات. وأكد بلير انه لن يبحث مع القيادة السعودية تفاصيل قضية الممرضتين البريطانيتين وسيرجئها الى وقت آخر. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في القنصلية البريطانية في جدة قبيل لقائه الملك ان هناك سببين لزيارته السعودية: الأول يتعلق بمشكلة عملية السلام، والثاني توثيق العلاقات السعودية - البريطانية. ووصف دور الاتحاد الاوروبي في عملية السلام بأنه "مكمل للدور الأميركي ولا يتعارض معه"، وأكد أنه "لن يدين الموقف الإسرائيلي تجاه عملية السلام قبل لقائه الإسرائيليين والحديث معهم عن الموقف من عملية السلام وأسباب تعثرها". وأكد أن للسعودية "دوراً مهماً في حفظ الاستقرار في المنطقة والعالم"، وزاد: "شخصياً أنا متأكد انه سيكون لها السعودية دور كبير في دفع عملية السلام". ووصف العلاقات بين البلدين بأنها "ممتازة، لكن بريطانيا تبحث عن مزيد من الخطوات لتطويرها". وعقد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع بلير جلستي محادثات أمس، الأولى بعد وصوله والثانية في قصر السلام في جدة، وبحثا في العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها والمستجدات العربية والدولية، إلى جانب عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط والتي تسعى بريطانيا باعتبارها رئيسة للاتحاد الاوروبي إلى إيجاد حلول عملية تدفع بها إلى أمام. وكان بلير وصل الى جدة من القاهرة راجع ص 4، بعد ظهر أمس واستقبله الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة. وحضر الاستقبال نائب رئيس الحرس الوطني الأمير بدر بن عبدالعزيز، ووزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير ماجد بن عبدالعزيز، ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، ورئيس الاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل، ووكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، ووكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية الأمير فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز، ومحافظ محافظة جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز. وأقام الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مأدبة عشاء كبرى للضيف دعا اليها الامراء والوزراء والوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني. وكان بلير زار القنصلية البريطانية في جدة والتقى أفراد الجالية البريطانية في السعودية. وأكد بلير أهمية الزيارة التي يقوم بها للسعودية، ووصف لقاءه بالملك فهد والأمير عبدالله بأنه "ايجابي"، تعرف خلاله على وجهة نظر السعودية من القضايا التي تهم المنطقة، خصوصاً في ما يتعلق بالعملية السلمية في الشرق الاوسط، وقال بلير: "ان الاتحاد الاوروبي يسعى الى ان يكون فاعلاً في ما يتعلق بالعملية السلمية ودفعها الى أمام". وشدد على ان الاتحاد الاوروبي يعلق اهمية على تعاونه مع دول المنطقة خصوصاً دول الخليج باعتبارها اكبر شريك تجاري للاتحاد، مشيراً الى ان بلاده كانت ولا تزال تقف مع اصدقائها ضد أي عدوان خارجي. وأكد بلير ان أمن الخليج أمر يهم بريطانيا، وهي مستعدة للوقوف مع دول الخليج ضد أي عدوان. واعتبر وجود الحكومة الجديدة في طهران امراً مشجعاً، موضحاً أن بريطانيا "ترحب بعلاقات افضل مع ايران".