نيويورك - الاممالمتحدة - أ ف ب - أعلنت الاممالمتحدة ان امينها العام كوفي انان سيقوم بجولة في ثماني دول في شرق افريقيا بين 29 الشهر الجاري والعاشر من ايار مايو المقبل. وهذه الدول هي: اثيوبيا وجيبيوتي وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي وأوغندا واريتريا. وتزامن هذا الاعلان مع نشر انان تقريراً عن افريقيا دعا فيه القادة الافارقة الى اجراء اصلاحات من اجل الخروج من النزاعات التي تمزق القارة. وقال الامين العام للامم المتحدة ان القادة الافارقة فشلوا في تحمل مسؤولياتهم ومنع النزاعات الدامية التي تجتاح القارة منذ اربعين عاماً. ورأى ان ذلك سببه تفرد هؤلاء القادة بالسلطة. ودعا انان في تقريره المؤلف من 25 صفحة وعرضه أول من امس على مجلس الأمن الى تطبيق اصلاحات سياسية واقتصادية في افريقيا بالتعاون مع الاممالمتحدة، لوضع حد لاعمال العنف والخروج من "حال البؤس" التي يعيش فيها الافارقة. وكان وزراء خارجية دول مجلس الأمن ال 15 طلبوا في ايلول سبتمبر الماضي من انان اعداد هذا التقرير الذي يحمل عنوان "اسباب النزاعات وشروط تحقيق السلام والتنمية المستديمة في افريقيا". وذكر انان، الغاني الجنسية، ان القارة الافريقية شهدت منذ 1970 اكثر من 30 نزاعاً دامياً معظمها داخلي. وفي عام 1996 وحده، شهد 14 من اصل 53 بلداً افريقياً نزاعات مسلحة ادت الى تشريد اكثر من ثمانية ملايين شخص. وقال انان ان عدم تفادي هذه النزاعات المأساوية يعني ان القادة الافارقة "فشلوا في تحمل مسؤولياتهم ازاء شعوبهم، كما فشلت الاسرة الدولية ومنظمة الاممالمتحدة في تحمل مسؤولياتهما". ودعا انان الافارقة الى البحث عن اسباب هذه النزاعات بعيداً عن ماضيهم الاستعماري بعد اكثر من ثلاثين عاماً من استقلالهم، معتبراً ان "السلطة الفردية والشخصية التي يمارسها عدد كبير من القادة الافارقة "سبباً رئيسياً" للنزاعات. الا ان التقرير انتقد ايضاً "شلل" الاسرة الدولية امام النزاع الصومالي الذي اندلع في 1992، و"المماطلة" في رواندا في 1994 حيث "اودت المذابح بمئات الآلاف من الناس تحت اعينها". وقال ان "الاممالمتحدة لن تستعيد مصداقيتها في افريقيا الا اذا بدت حازمة في التحرك وفي البحث عن سبل جديدة لتحقيق السلام والامن في القارة" ولهذا الغرض اقترح سلسلة من التوصيات التي وصفها بانها "واقعية وقابلة للتطبيق". وأوصى باستخدام العقوبات الاقتصادية بصورة افضل، لا سيما وانها تبدو غالباً غير مجدية وضارة بالسكان المدنيين بدلا من القادة المستهدفين، وبوقف سباق التسلح وبتعزيز قدرات الدول الافريقية في مجال حفظ السلام. وبهدف تحسين اساليب الحكم دعا انان الدول الافريقية الى التوقيع على الاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الانسان ووضع محاربة الفساد في لائحة الاولويات، وايجاد ظروف ملائمة لجذب الاستثمارات وتطهير المؤسسات المالية العامة وتطبيق برامج الخصخصة.