يتصدر جدول اعمال القمة الافريقية التي تبدأ اعمالها اليوم الاثنين وعلى مدى يومين في مدينة سرت الليبية موضوعان اساسيان: اصلاح الأممالمتحدة وتمثيل افريقيا في مجلس الامن ثم حل النزاعات في القارة. وتسبق القمة سلسلة اجتماعات على مستوى الخبراء ووزراء الخارجية تهيئ للقرارات التي سيتخذها القادة الأفارقة. وقال دبلوماسي من غرب افريقيا لوكالة (فرانس برس) طالبا عدم الكشف عن هويته «ستتركز اعمال القمة بشكل اساسي على تمثيل افريقيا في مجلس الامن .. كيف ستتمثل ومن سيمثلها». ولم يتمكن وزراء الخارجية الذين بداوا اجتماعاتهم يوم الجمعة الماضي من الوصول إلى توافق حول طريقة تمثيل القارة لكنهم بالمقابل توافقوا على مشروع بيان وعلى قرارات مشتركة سترفع إلى الأممالمتحدة. وسيؤكد المشروع مجددا الموقف الذي تم التوصل اليه في 22 شباط - فبراير الماضي من قبل 15 دولة افريقية كلفت دراسة هذا الملف في سوازيلاند ويتلخص بالمطالبة بمقعدين دائمين لافريقيا في مجلس الامن مع حق النقض وخمسة مقاعد غير دائمة. وكان المشروع حظي بالاجماع بداية اذار - مارس من قبل الدول الثلاث والخمسين الاعضاء في الاتحاد الافريقي. وعلى الرغم من هذا الموقف المشترك فان المناقشات ستكون حادة في قمة سرت حول من سيتولى هذه المقاعد. وقد ترشحت ثماني دول للمقعدين الدائمين المطلوبين هي جنوب افريقيا ونيجيريا وانغولا ومصر وليبيا وكينيا وغامبيا والسنغال. وفي الوقت الذي ينقسم فيه العالم بشان الاصلاح في الأممالمتحدة فان افريقيا يمكن ان تلعب دورا مهما في المناقشات التمهيدية لهذا الاصلاح، خصوصا وان العديد من المجموعات الدولية تتودد إلى القارة كمجموعة الأربع (المانيا واليابان والهند والبرازيل) الطامحة إلى دور مركزي في المنظمة الدولية المقبلة وخصوصا في مجلس الامن، ومجموعة اخرى منافسة تتزعهما باكستان وايطاليا. ويقول اولو ادينيجي وزير الخارجية النيجيري في هذا الاطار «يمكن لنا ان نشكل جسرا بين اطراف المجتمع الدولي المنقسم بشكل كبير حول الاصلاحات». ويضيف «سنربح الكثير اذا ما تم التوصل إلى الاصلاح المنشود هذه السنة لكن افريقيا ستخسر الكثير ان ما تم اجهاض المشروع» داعيا الافارقة إلى «التفاوض مع كل المجموعات». ويشدد الاتحاد الافريقي الذي يضم 53 دولة اي 53 صوتا من 192 في الأممالمتحدة على اختيار ممثلي افريقيا بنفسه للمقاعد الدائمة وغير الدائمة. وقد اكد مسؤول ليبي تحدث في الاجتماعات التحضيرية للقمة على «الاهمية التاريخية لانصاف افريقيا القارة الوحيدة غير الممثلة في مجلس الامن». والى جانب ملف التمثيل والترشيحات هناك ملف لا يقل اهمية يتعين على القادة الافارقة البت فيه هو ملف النزاعات التي لا تزال تعصف بالقارة وفي المقدمة النزاع في دارفور وملايين النازحين هناك وساحل العاج حيث يقوم الاتحاد الافريقي بوساطة صعبة يتولاها رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي. وقد اعرب رئيس المفوضية الافريقية الفا عمر كوناري في بيان عن «قلقه لبطء المفاوضات في ابوجا» التي استؤنفت في 10 حزيران - يونيو الماضي لكنها لم تحرز اي تقدم. الى ذلك هناك الوضع في بوروندي والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهي بلدان لم تتمكن بعد من تجاوز نزاعاتها المسلحة الصعبة. وستكون قمة سرت عشية قمة مجموعة الثماني التي دعي اليها الاتحاد الافريقي وسبع دول افريقية، مناسبة للتشديد على الغاء ديون افريقيا وخطط التنمية التي تدعو اليها الأممالمتحدة في هذه القارة. وسيشارك الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في قمة سرت.