أعلن السفير الفرنسي في الأممالمتحدة فرنسوا ديلاتر، أن بلاده تقترح على شركائها تبني نص جديد في شكل إعلان أو قرار لمحاولة حل أزمة بوروندي التي أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص منذ منتصف العام الماضي ونزوح 230 ألفاً إلى المنفى. وقال ديلاتر لصحافيين قبل بدء جلسة مشاورات عقدت بطلب منه: «ما زلنا قلقين جداً من الوضع في بوروندي، ونرغب في الإفادة من المشاورات للتفكير بما يمكن أن يكون عليه النص، وتحديد شكله وموعد صدوره». وزاد: «يجب أن يحقق النص تقدماً في ثلاثة أهداف، هي تعزيز الالتزام والوجود الدولي في بوروندي لخفض التوتر والعنف، واستئناف المفاوضات بين الحكومة والمعارضة وفرض احترام حقوق الإنسان في إطار احترام اتفاقات أروشا». وتبنى مجلس الأمن في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قراراً بتعزيز الأممالمتحدة وجودها في بوروندي، بما في ذلك عبر إرسال جنود لحفظ السلام. لكن الرئيس البوروندي بيار نكورونزيزا يرفض رغم الأزمة التي تشهدها البلاد العام الماضي أي وجود أجنبي، سواء جاء من الاتحاد الأفريقي أو الأممالمتحدة، وهو ما أكده لسفراء دول مجلس الأمن الذين زاروا بوروندي في كانون الثاني (يناير). وقرر الاتحاد الأفريقي إرسال وفد بارز إلى بوجمبورا لمحاولة إقناع الرئيس البوروندي بقبول قوة فصل أفريقية، لكنه لم يحدد موعد هذه الزيارة. وقال السفير الفرنسي في الأممالمتحدة: «الأفضل أن تحصل الزيارة في أسرع وقت، كما أرى أن فكرة إرسال قوة للشرطة تابعة للأمم المتحدة إلى بوروندي لمحاولة إرساء الأمن»، قال ديلاتر «مجدية ويجب درسها. على صعيد آخر، اتهمت الولاياتالمتحدة للمرة الأولى حكومة رواندا بالعمل ل «زعزعة استقرار» بوروندي المجاورة، خصوصاً عبر تجنيد لاجئين بورونديين للمشاركة في معارضة مسلحة ضد نظام رئيسهم. وقالت ليندا توماس غرينفيلد، مساعدة وزير الخارجية لشؤون أفريقيا، للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ: «اطلعنا على تقارير من زملائنا في الميدان توحي بضلوع حكومة رواندا في أعمال تزعزع استقرار بوروندي». كذلك أبلغ المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة البحيرات العظمى توماس بيرييلو اللجنة توافر «معلومات ذات صدقية عن تجنيد لاجئين بورونديين في مخيمات رواندا للمشاركة في هجمات تقودها المعارضة البوروندية المسلحة ضد الحكومة». والعلاقات بين رواندا وبوروندي في أدنى مستوياتها، حيث تتهم بوجومبورا كيغالي بدعم المعارضين وتوفير قاعدة خلفية لتمرد ناشئ، الأمر الذي تنفيه كيغالي.