استمراراً لحركة المناقلات في هرم السلطة قرر الرئيس بوريس يلتسن أمس الاثنين تعيين سكرتير مجلس الأمن القومي ايفان ريبكين نائباً لرئيس الوزراء مكلفاً شؤون الكومنولث وعين وزيرين جديدين. وفي الوقت نفسه، الغى يلتسن الحراسة الشخصية لجميع نواب رئيس الحكومة وعدد من كبار المسؤولين في الدولة. وأكد يلتسن عند لقائه رئيس الوزراء فيكتور تشيرنوميردين ان اقصاء نائب رئيس الوزراء فاليري سيروف ووزيري المواصلات والتعليم "لا يعني تغييراً حكومياً ... بل ثمة وزراء يذهبون ويأتي آخرون". وكان كثير من المراقبين اعتبر اعفاء المسؤولين الثلاثة خطوة "اضطرارية" اذ ان يلتسن لم يكن بوسعه التراجع عن تهديدات اطلقها سابقاً ب "محاسبة" الحكومة. إلا أن المراقبين يرون ان تعيين ريبكين سيكون تعزيزاً لجناح الاصلاحيين الراديكاليين واضعافاً لمواقع القوى المؤيدة لتكامل سياسي مع دول الكومنولث كان يدعو اليه سيروف. وأكد يلتسن امس ان ريبكين كان "أبدى جدارة" في تعاطيه مع الموضوع الشيشاني وأنه "رجل يعتمد عليه" في العلاقات مع الكومنولث. وفي حديث الى الصحافيين قال ريبكين ان مسؤولاً لم يذكر اسمه سيعين سكرتيراً لمجلس الأمن ولكنه قال انه سيستمر لفترة لم يحددها مشرفاً على العلاقات بين موسكو وغروزني وأضاف: "اعتقد ان الشيشانيين لن يعترضوا على ذلك". والمؤكد ان غروزني سترحب بمثل هذه الصيغة لأنها كانت اقترحت أصلاً قبولها عضواً في أسرة الدول المستقلة كحل وسط يرضي موسكو ويخفف من صدمة انسلاخ الشيشان عن روسيا. وعين رئيس الدولة أمس وزيرين جديدين للمواصلات والتعليم هما يوري ميخايلوف والكسندر تيخونوف اللذين كانا نائبين أولين للوزيرين المقالين نيكولاي تساخ وفلاديمير كينيلوف. واعلنت وكالة "ايتار تاس" الرسمية امس ان وزير الطاقة النووية فيكتور ميخايلوف سيحال على المعاش ويعين بدلاً منه نائبه السابق فيتالي كونوفالوف. لا مرافقين بيد ان المسؤولين القدماء والجدد حرموا بقرار رئاسي أمس من الحراسات الشخصية. واعلن الكرملين ان الحراسة سوف تقتصر على رئيس الدولة ومدير ديوانه ورئيس الوزراء وذلك في اطار سياسة تقشف وتقليص النفقات على الجهاز الحكومي. وفي الوقت ذاته، نص قرار يلتسن على اتخاذ "اجراءات اضافية" لتعزيز حماية المواقع والمنشآت الفيدرالية.