القدس المحتلة - أ ف ب - يأمل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأن يتمكن خلال زيارته الى اسرائيل والمناطق الفلسطينية في اواخر الاسبوع الجاري من تحقيق اختراق ولو محدود في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية التي تعاني من الجمود منذ اكثر من عام حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية اوروبية. وقال ديبلوماسي اوروبي يشارك في تنظيم زيارة بلير لوكالة فرانس برس ان "رئيس الوزراء البريطاني سيسعى خلال زيارته التي تبدأ بعد غد الاحد وتستمر لمدة يومين للوصول الى اتفاق على تنفيذ بعض القضايا الواردة في الاتفاق الانتقالي". وأضاف الديبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه: "سيتركز الجهد على محاولة الوصول الى اتفاق بخصوص فتح المطار الفلسطيني في قطاع غزة واقامة منطقة صناعية مشتركة فيها، اضافة الى الاتفاق على مسألة الميناء في غزة". يذكر ان السلطة الفلسطينية استكملت بناء وتجهيز مطار غزة، غير ان خلافات حول مطالب الحكومة الاسرائيلية بأن يكون لها سيطرة امنية واسعة في الميناء الجوي اعاقت التوصل الى اتفاق على تشغيله. وعبرت مصادر اوروبية واسرائيلية عن قناعتها بأن المفاوضات التي جرت خلال الاشهر الاخيرة بشأن مطار غزة والمنطقة الصناعية فيها ضيقت بحدود معينة الخلافات القائمة، وان الامر قد يحتاج الى "دفعة" من بلير للتوصل الى اتفاق بشأنهما. وقال الديبلوماسي الاوروبي: "المفاوضات حول هاتين القضيتين قاربت بشكل او آخر من الانتهاء، وبقي عدد من النقاط عالقا ويحتاج الى ارادة سياسية من الطرفين لتجاوزها". وأضاف: "بما ان الاتحاد الاوروبي هو الممول الاساسي لهذين المشروعين، فإن بلير يأمل بإقناع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ببذل مزيد من الجهد للتوصل الى اتفاق بشأنهما". وحذر الديبلوماسي الغربي في الوقت نفسه من "ابداء قدر عال من التفاؤل" بالتوصل الى اتفاق بشأن هاتين المسألتين خلال زيارة بلير، مشيراً الى ان "حل الخلافات المتبقية حول المنطقة الصناعية يبدو اقل صعوبة من تجاوز تلك المتعلقة بالمطار". وأبدى الناطق باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية ديفيد بار ايلان بدوره موقفا حذراً في ما يتعلق بالأبعاد التي قد يحملها التوصل الى اتفاق بخصوص المطار والمنطقة الصناعية خلال زيارة بلير، حين اشار الى ان "دور اوروبا محصور في القضايا الاقتصادية وليس في القضايا الجوهرية للمفاوضات والتي تمثل الولاياتالمتحدة الوسيط الوحيد فيها". وأوضح بار ايلان انه اذا استطاع بلير "المساهمة في التوصل الى اتفاق خلال وجوده حول المنطقة الصناعية والمطار، فأن ذلك سيكون خطوة مهمة للاقتصاد الفلسطيني ولعملية السلام". غير انه شدد في الوقت نفسه على ان "الولاياتالمتحدة هي الوسيط الوحيد المرحب به في القضايا الرئيسية المتعلقة بالارض والامن"، مشيراً الى أن "بمقدور أوروبا ان تمارس دورا مهما في المجالات الاقتصادية وقضايا الاتفاق المرحلي". من جهة اخرى، شدد الديبلوماسي الاوروبي على ان بلير "سيتحاشى خلال زيارته القيام بخطوات قد تثير حساسيات لدى مضيفيه" وذلك في اشارة الى الحادث الديبلوماسي الذي وقع خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في شهر آذار مارس الفائت، حين أثار غضب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي الغى عشاء رسميا معه بسبب زيارته جبل ابو غنيم في القدسالشرقيةالمحتلة، حيث تزمع اسرائيل اقامة مستوطنة يهودية. وأوضح الديبلوماسي الاوروبي ان بلير "سيلتزم البرنامج المتفق عليه وسيزور متحف الهولوكوست ياد فاشيم، كما سيحرص على ان لا يثير لقاؤه مع مسؤولين فلسطينيين في القدس حفيظة الاسرائيليين". وأضاف "غير ان بلير سيؤكد خلال زيارته الموقف الاوروبي المعارض لسياسة الاستيطان، وانه على اسرائيل الالتزام بتنفيذ الانسحاب من المناطق الفلسطينية"، مشيراً الى ان "ذلك سيتم بأستخدام لهجة هادئة". وأضاف الديبلوماسي ان "بلير الذي يقدم الى المنطقة بعد الانجاز الذي حققه في التوصل الى اتفاق للسلام بخصوص المسألة الايرلندية، يريد ان يكون له مساهمة في سلام الشرق الاوسط".