باريس - أ ف ب - عادت مازارين ، ابنة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران من خارج الزواج والتي بقيت ابوته لها سراً لفترة طويلة، الى احتلال الصدارة في وسائل الاعلام الفرنسية مع نشر روايتها الاولى التي اختلفت حولها آراء النقاد على الرغم من اثارتها اهتماماً اعلامياً كبيراً. واشارت الصحف الى اللبس والغموض بين مطالبة مازارين بأن يتم تقييمها بالاستناد حصراً الى موهبتها ككاتبة وبين اغراء الافادة مما يوفره لها نسبها المرموق وذكر والدها باستمرار الذي اهدته "الرواية الاولى" التي أصدرتها. وانتقدت الصحف ايضاً "الضجة الاعلامية" التي شكلها صدور رواية مازارين بانغو البالغة الثالثة والعشرين من العمر والتي تتحدث عن قصة حب بين شخصين لامعين من الطبقة الميسورة في فرنسا ومن الصعب عدم اعتبار ان فيها سيرة ذاتية. و تتألف الرواية من 370 صفحة يقول ناشرها أنها استخلصت من مخطوطة يبلغ عدد صفحاتها ضعف ذلك. وتدرس اغاتي بطلة هذه القصة في أحد أهم المعاهد الباريسية الذي تقصده الانتلجنسيا الفرنسية. وقد انهت مازارين دراستها فيه لتوها. وتتحدث اغاتي بحب عن والدها الذي ليس بالطبع رئيساً للجمهورية وانما هو كاتب. وأقرت صحيفة "لوموند" أول من امس انها شاركت في عملية تسويق "شخصية عامة". الى ذلك فان برنامج "بوبليك" ذا المنحى السياسي الذي بث مساء أمس في ساعة يكثر فيها عدد المشاهدين، خرج هو ايضاً عن قواعد عمله: فبدلاً من البث المباشر كالمعتاد من أحد الاستوديوهات الباريسية، قام بتسجيل المقابلة مع ابنة ميتران التي استغرقت 55 دقيقة على شرفة فندق فخم في جنوب شرق فرنسا. وبدت مازارين فيها واثقة من نفسها وأشد ما تكون شبهاً بوالدها. واعتبرت مجلة "باري ماتش" انه "من غير الممكن ان ننسب كل هذه الضجة الى موهبة فتاة جميلة مجازة بالفلسفة" علما ان هذه المجلة هي التي كانت كشفت وجود هذه الابنة للرئيس الاشتراكي الراحل، بموافقة ضمنية منه، قبل وفاته بقليل عن 79 عاماً في كانون الثاني يناير 1996. ولكن ما اثار استياء الصحافة في الدرجة الاولى هو الهجمات التي شنتها الكاتبة الفتية على "الصحف الدنيئة" التي "تتحرش بها" باستمرار. وذكرت مجلة "غالا" للمشاهير مازارين، التي كانت اوردت اسمها في حملتها، بأنها ما كانت لتساوي شيئا لولا الصحف. واتهمتها باري ماتش بأنها أوردت "كذبة كبيرة يبدو انها من العائلة" وذكرتها بأن صورها نشرت بموافقتها وابرزت الامتيازات التي كانت تتمتع بها. وكتبت هذه المجلة الاكثر شهرة في العاصمة الفرنسية "طوال فترة طفولتك كنت تتمتعين بالحماية ومدلّلة محترمة. لقد ربيت على نفقة دافعي الضرائب في قصر للدولة. ولم تقفي البتة في صف الانتظار على الطرقات السريعة لكي تذهبي في عطلة نهاية الاسبوع أو للدخول الى الثانوية". وراوحت آراء النقاد بين المغالاة في المديح وبين نفي اي اهمية لكتابها شكلاً ومضموناً. واعتبرت بيتي ماياليه الشريكة في نشر لكتاب مع جوليار ان "الرواية الاولى" الذي طبع منه 50 ألف نسخة، وهو رقم معقول في فرنسا، هي من مستوى "بونجور تريستيس" مرحى يا كآبة اول كتاب لفرنسواز ساغان نشرته وهي في الثامنة عشرة. وشبهت مازارين بانجو ايضا بسيمون دو بوفوار ومارغريت يورسينار وهو ما تبنته ناقدة "لو موند" جوزيان سافينيو. وكانت الصحيفة الساخرة "لوكانار انشينيه" لاذعة في نقدها للرواية التي اعتبرت انها "قصة قديمة" وانها من نوع "ثقافة الكافيار". والاكثر مفاجئة كان اعتبار الصحيفة اليسارية "ليبيراسيون" ان الرواية "تختصر بالضجة الإعلامية" لأن "الكتابة تافهة جداً" اما "المضمون فلا وجود له".