صرّح مسؤول عسكري اسباني بأن "الحرب لن تقع" بين المغرب واسبانيا بسبب الموقف من مستقبل مدينتي سبتة ومليلة اللتين تحتلهما اسبانيا شمال البلاد. وقال الجنرال خوسي مارتين رئيس القيادة العامة للقوات البرية الاسبانية: "لن تكون هناك حرب بين البلدين". ورأى في برنامج بثته القناة العامة "تي. في. اي" في التلفزيون الاسباني، ان لا خطر من اندلاع حرب بسبب المدينتين. واضاف: "اعتقد انه لن تكون هناك حرب مع بلدان شمال افريقيا، نظراً الى ان هذه البلدان ستكون في شراكة مع الاتحاد الاوروبي". واوضحت مصادر اسبانية ان الجنرال مارتين من مواليد سبتةالمحتلة، وقضى طفولته في تطوان شمال المغرب "وهو أحد اصدقاء المغرب"، في اشارة الى تزعمه تياراً مناهضاً للمتشددين الذين يصفون المخاطر القادمة من جنوب البحر المتوسط بأنها "جدية". وكان وزير الداخلية المغربي ادريس البصري صرح اخيراً بأن مشكلة المدينتين قائمة منذ خمسة قرون و"سننتظر ما يكفي من الوقت كي تعود الامور الى نصابها، بطريقة اكثر تحضّراً من دون عنف او كراهية او جدل". ولاحظ ان موقف بلاده يكاد يلتقي مع الموقف الذي يلتزمه المسؤولون الاسبان ازاء مستقبل جبل طارق، في اشارة الى اعطاء الفرصة للسلطات الاسبانية لانهاء خلافها مع بريطانيا على جبل طارق، والتفرّغ للدخول في حوار مع المغرب حول مستقبل المدينتين المحتلتين. وكان العاهل المغربي الملك الحسن الثاني طرح فكرة تشكيل "خلية عمل مشتركة" للبحث في مستقبل المدينتين، بما يضمن سيادة المغرب ويحافظ على المصالح الاقتصادية والتجارية للجارة الاسبانية. وترجح المصادر ان يكون الموضوع في مقدم الملفات التي سيبحثها رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار مع نظيره المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي خلال الزيارة التي يقوم بها للرباط الشهر المقبل. وكانت السلطات الاسبانية باشرت تنفيذ اجراءات لتكريس "الامر الواقع" في المدينتين، وبالذات من خلال الاحتفال بذكرى 500 سنة على احتلالهما، وادى ذلك الى احتجاجات في الرباط كان من نتيجتها عدم قيام العاهل الاسباني خوان كارلوس بزيارة المدينتين.