استبعدت مصادر رسمية في الرباط ان يقوم العاهل الاسباني خوان كارلوس بزيارة لمدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما اسبانيا شمال البلاد. وقللت من شأن انباء صحافية متداولة عن امكان حصول الزيارة في الصيف المقبل، كونها تندرج في سياق خلافات بين الاوساط الاسبانية بشأن دلالات عدم مشاركة العاهل الاسباني في الاحتفالات التي كانت اقيمت في المدينتين العام الماضي لمناسبة مرور 500 سنة على احتلالهما. وخلف غياب خوان كارلوس وقتذاك ردود فعل غاضبة في اوساط المتشددين الاسبان. وزاد في القاء ظلال من الشك على امكان زيارة العاهل الاسباني المدينتين في الصيف المقبل، ان المغرب واسبانيا بصدد الاعداد لقمة تجمع رئيسي وزراء البلدين في آذار مارس المقبل ستكون المناسبة الاولى التي يلتقي فيها رئيس الحكومة المغربية عبدالرحمن اليوسفي مع نظيره الاسباني خوسي ماريا ازنار، ما دفع بالمسؤول المغربي - الذي يواصل مشاوراته لتشكيل الحكومة المرتقبة - الى الاعراب عن أمله في "بذل مزيد من الجهود لحل الخلافات بين الرباطومدريد في اطار الصداقة والحوار"، في اشارة الى معاهدة الصداقة وحسن الجوار المبرمة بين البلدين. وقال اليوسفي لصحيفة "لافانكوارديا الاسبانية اول من أمس "ان الشباب المغربي لا يدرك ان اسبانيا ساهمت في شكل كبير في دعم المغرب لنيل الاستقلال". لكنه أقر بوجود خلافات ومشاكل، اذ قال: "لا بد ان تكون العلاقات ممتازة. الا ان هناك اخطاء ارتكبت من هذا الجانب او ذاك". وأبدى اليوسفي اسفه ازاء اضاعة الفرص التي كانت متاحة امام الارتقاء بمستوى العلاقات التي اضيفت اليها "مشاكل اخرى مثل الصحراء وسبتة ومليلية". وقال: "على نقيض الاسبان، فان الفرنسيين عملوا على حل خلافاتهم مع المغرب"، في اشارة الى ظروف رحيل الفرنسيين وبقاء الادارة الاسبانية في مناطق عدة من البلاد، وكذلك استمرار المساعي لحل قضية مستقبل سبتة ومليلية. وسئل اليوسفي عن ملف الهجرة غير المشروعة، فأعرب عن اعتقاده بأن نشر قوات الامن وبناء الاسوار ليس الحل الانجع، كون الهجرة ظاهرة طبيعية ويجب ايجاد حلول واقعية وانسانية لها "لأن المهاجرين هم بالدرجة الاولى اشخاص وليسوا بهائم". وقال ان الاسوار لم تكن ابداً حلاً ناجعاً، موضحاً ان جدار برلين نموذج لذلك و"ان مثل هذا الاجراء يثير الاهوال اكثر مما يفيد". لكنه خلص الى "ان السلطات الاسبانية يمكن ان تكون اقدمت على ذلك بحسن نية لافتقادها الى حل آخر، الا ان هذا الامر لا يجب ان يمثل الحل الوحيد لمشكلة الهجرة". وكانت مدريد اكدت عزمها على بناء اسوار من الاسلاك الشائكة واجهزة الانذار في معابر المدينتين المحتلتين للحؤول دون تسلل المهاجرين. وتعرضت الخطوة لانتقاد جهات عدة تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان اذ ربطت بين ذلك وبين ظروف ترحيل المهاجرين الذين يتحدرون من اصول مغاربية وافريقية من المدينتين. وشن عدد من المهاجرين أخيراً اضرابات عن الطعام واعتصامات للتنديد بما وصفوه ب "اجراءات عنصرية" ضدهم.