ظهرت بوادر خلاف خطير بين رئيس الوزراء الروسي فيكتور تشيرنوميردين ونائبه وزير الداخلية اناتولي كوليكوف في شأن الموقف من غروزني، وأكد تشيرنوميردين احتمال انزال "ضربات وقائية" بالأراضي الشيشانية لكنه دعا الى التفاوض مع قيادة غروزني ودعا اعضاء حكومته الى عدم الادلاء باراء غير رسمية فيما اكد الكرملين ان الرئيس بوريس يلتسن لن يزور غروزني قريباً. وتعليقاً على دعوة كوليكوف الى ضرب قواعد "الارهابيين" داخل الاراضي الشيشانية رداً على الهجوم الذي تعرضت له قاعدة عسكرية روسية في داغستان قال تشيرنوميردين امس الخميس ان "الارهابيين لن يظلوا دون عقاب". وتابع ان الوضع على الحدود الشيشانية "غير مستقر ابداً" واضاف ان التحرشات التي تتعرض لها مناطق شمال القوقاز ينبغي "التصدي لها ... ويمكن انزال ضربات وقائية باستخدام القبضة ولكن سياستنا تتمثل في التوصل الى تفاهم" مع القيادة الشيشانية. وطلب من اعضاء الحكومة "الا يدلوا باراء شخصية وينسبوها الى الوزارة" وأضاف انه ليس من حقهم "تصدير ما يرغبون فيه على انه الأمر الواقع". ويذكر ان كوليكوف يعتبر اقرب حليف الى تشيرنوميردين ولم تصدر عن الاخير سابقاً اي انتقادات لوزير الداخلية، الا ان الناطق الرسمي باسم الحكومة ايغور شابدورسولوف ذكر فور ادلاء كوليكوف بتصريحه الذي اثار غضباً شديداً في غروزني انه "يعبر عن رأيه الشخصي". وأكد السكرتير الصحافي لرئيس الدولة سيرغي ياسترجيمبسكي انه "يؤيد بالكامل" التوضيحات التي قدمها الناطق الحكومي، ولكنه ذكر ان زيارة يلتسن الى غروزني "غير متوقعة عما قريب". وتابع انه كان مقرراً ان يسبق الزيارة اعداد شامل يتولاه اعضاء الحكومة باجراء مباحثات في غروزني "ولكن اياً منهم لم يتوجه الى هناك وبالتالي لا مغزى للزيارة".