فيما يبدو محاولة لتطويق الازمة بين موسكو وغروزني وصل الى العاصمة الشيشانية امس الاربعاء وفد روسي رفيع المستوى برئاسة سكرتير مجلس الامن القومي ايفان ريبكين، فيما جرت مساء الثلثاء معركة ضارية بين وحدات مكافحة الارهاب ومجموعة تضم 100 مسلح حاولت مداهمة مقر للتحقيقات الجنائية. وضم الوفد اثنين من نواب رئيس الحكومة الروسية وعدداً من الوزراء. وذكر ريبكين ان هدف الزيارة هو "بحث سبل التفاعل بين وزارات الاتحاد الروسي وجمهورية الشيشان" في صياغة توحي بأن موسكو تعترف ضمناً بوجود طرفين متكافئين. وأضاف انه سيناقش مع الرئيس اصلان مسخادوف "عدداً من المهام المستقبلية" ومنها ترتيب زيارة رئيس الوزراء الروسي فيكتور تشيرنوميردين الى غروزني. ورداً على تهديدات وزير الداخلية اناتولي كوليكوف بانزال "ضربات وقائية" بالأراضي الشيشانية أكد ريبكين ان السبيل الامثل لتفادي تجدد الصدام هو تنظيم العلاقات الاقتصادية ومساهمة المركز الفيدرالي في اعمار الشيشان. وفي موسكو اعلن نائب رئيس الوزراء الروسي رمضان عبداللطيفوف الذي كان زار غروزني قبل ايام ان المركز الفيدرالي اذا واصل سياسته الحالية حيال الشيشان فان "حاكم غروزني سيكون سلمان راديف" وهو قائد ميداني متطرف كان اصدر "حكماً بالاعدام" على الرئيس بوريس يلتسن واعترض على معاهدة السلام المعقودة بين الطرفين. وانضم الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف في صورة مفاجئة امس الى جناح "الحمائم" وطالب باعتماد اسلوب التفاوض "مع كل من يمتلك نفوذاً في الشيشان" واضاف ان الرئيس مسخادوف يحاول الاعتماد على قوى "تريد عودة النظام الى الجمهورية". ولا يخفى ان المقصود بهذا التلميح القائد الميداني شامل باسايف الذي كلف تشكيل الحكومة رغم ان النيابة العامة الفيدرالية تعتبره "ارهابياً مطلوباً للقضاء".