توجهت المجموعة الخاصة التي تضم عشرين ديبلوماسياً وخبراء تابعين للجنة نزع الأسلحة المحظورة أونسكوم أمس إلى تكريت والموصل وجبل مخول لتفتيش ثلاثة قصور للرئيس صدام حسين. ويعتقد ان ابنتي الرئيس العراقي رغد ورنا ما زالتا في قصر تكريت قيد الاقامة الجبرية منذ رفضهما الزواج من قريبين لهما بناء على رغبة صدام، وذلك منذ اكثر من سنة ونصف سنة، اثر تصفية زوجيهما حسين كامل وشقيقه صدام بعد عودتهما من الأردن. ولم يعرف هل نقلتا من القصر مع بدء فرق التفتيش مهماتها في المواقع الرئاسية. وتزامنت عملية تفتيش القصور الرئاسية في العراق مع جولات يقوم بها وزراء عراقيون، ووفود من البرلمان على عواصم خليجية وعربية. ونقل وزير العدل العراقي شبيب المالكي امس رسالة من الرئيس صدام حسين الى رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وأفادت "وكالة الانباء العراقية" أ ف ب ان وزير الخارجية السيد محمد سعيد الصحاف بحث امس مع براكاش شاه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق عدداً من القضايا التي من شأنها "تعزيز التعاون" بين الجانبين. وأوضحت ان الصحاف والديبلوماسي الهندي ناقشا "المسائل المتعلقة بعملية التنسيق والاتصال بين العراق والامانة العامة للأمم المتحدة من اجل تعزيز العلاقات بين الجانبين في كل الميادين المتصلة بعمل المنظمة الدولية في العراق". وكان شاه وصل الى بغداد في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وستستمر مهمته لفترة ستة شهور. وأضافت الوكالة ان "النقاش تناول ايضاً مذكرة التفاهم الموقعة بين العراقوالأممالمتحدة"، والتي سهلت البدء بتفتيش المواقع الرئاسية العراقية. وصرح الديبلوماسي البرتغالي انطونيو مونتيرو بأن عمليات التفتيش التي استمرت يومين في قصر الرضوانية الذي يبعد 15 كيلومتراً عن بغداد، تمت "من دون اشكال على رغم اننا واجهنا مشاكل صغيرة حلت ميدانياً". وكان خبراء الأممالمتحدة والديبلوماسيون فتشوا مرتين، الخميس والجمعة، قصر الرضوانية. وشدد مونتيرو على أن وجود الديبلوماسيين ساعد في حل أي خلاف ظهر بين خبراء "أونسكوم" ومرافقيهم العراقيين، وفي مقدمهم نائب رئيس الوزراء طارق عزيز ووزير النفط عامر محمد رشيد. وذكر الديبلوماسي البرتغالي ان "المزاج" الذي ساد أول من أمس كان "ايجابياً حتى عندما ظهرت خلافات في الرأي تمكنّا من التحدث، وهذا هو السبب في حل هذه المسائل من خلال الحوار". وأوضح جاياناثا دانابالا رئيس المجموعة الخاصة ان تفتيش قصر الرضوانية تم بطريقة مرضية و"تحقق الهدف الذي ذهب من أجله مفتشو اونسكوم في ما يتعلق بالزيارة الأولى. وتمكنوا من جمع البيانات الأساسية التي احتاجوا إليها". ويبدأ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اليوم جولة على موسكو وبكين ولندن للتأكد من دعم هذه العواصم الاتفاق الذي أبرمه مع العراق في شأن تفتيش المواقع الرئاسية. وصرح مساعد الناطق باسم الاممالمتحدة خوان كارلوس برانت في وقت متقدم ليل الجمعة بأن انان يريد التأكد من ان الاتفاق الذي وقعه في بغداد في 23 شباط فبراير الماضي "لا يزال يحظى بالدعم السياسي" لهذه الدول. إلى ذلك، أكد وزير العدل العراقي لدى وصوله إلى أبو ظبي أمس أنه يحمل رسالة شكر من الرئيس العراقي إلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ووصل إلى الدوحة وفد برلماني عراقي برئاسة رئيس لجنة الخدمات الزراعية في المجلس الوطني محمد طاهر الحيالي لتقديم الشكر إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وأوضح المالكي في تصريحات لوكالة "رويترز" في أبو ظبي ان رسالة الرئيس العراقي "تحمل الشكر للشيخ زايد وشعب الإمارات لتضامنهما مع العراق" خلال الأزمة مع مفتشي الأممالمتحدة. ويواصل المالكي، الذي وصل إلى الإمارات آتياً من سلطنة عُمان، جولة تشمل دولاً خليجية وعربية. وينتظر أن يتوجه إلى سورية ولبنان بعد نهاية زيارته للإمارات. في الدوحة، قال رئيس الوفد العراقي ل "الحياة" إن الزيارة تهدف إلى "تقديم الشكر والتقدير إلى أمير قطر والشعب القطري لمواقفهما تجاه العراق في ظل الأزمة الأخيرة". وسيلتقي الوفد العراقي اليوم رئيس مجلس الشورى القطري السيد محمد بن مبارك الخليفي.