بغداد، باريس، جنيف - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - علم من مصدر ديبلوماسي في بغداد أمس ان العراق ينتظر "توضيحات" من الاممالمتحدة في شأن "المراجعة الشاملة" للعلاقة بينه وبين المنظمة الدولية، والتي يمكن ان تؤدي الى تخفيف الحظر المفروض عليه، قبل ان يقرر استئناف تعاونه مع فرق التفتيش. ودعت باريسالعراق أمس الى معاودة تعاونه مع الفرق التابعة للجنة نزع الاسلحة اونسكوم معتبرة ان "الوقت لا يعمل لمصلحة سلطات بغداد". وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو ان "استئناف العراق تعاونه مع الاممالمتحدة تأخر كثيراً". وقال ديبلوماسي غربي لوكالة "فرانس برس"، طالباً عدم كشف اسمه، ان العراق "طلب من براكاش شاه الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان جملة من الاستفسارات والايضاحات لها علاقة بالمراجعة الشاملة التي اقترحها انان". يذكر ان انان اقترح ان يجري مجلس الامن "مراجعة شاملة" للعلاقة مع العراق على مراحل، تتضمن "برنامجاً زمنياً معقولاً" لرفع الحظر، لكن المجلس اشترط استئناف العراق التعاون مع "اونسكوم" قبل اجراء المراجعة. والتقى شاه أول من امس نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ووزير الخارجية محمد سعيد الصحاف، واتفق معهما على "مواصلة الاتصالات" لتسوية الأزمة بين العراق وفرق التفتيش. وقال الديبلوماسي الغربي ان العراقيين ابلغوا شاه "ضرورة ان يقوم الامين العام بدور نشط في عملية المراجعة الشاملة". واوضح ان العراق ابلغ روسيا وفرنسا والصين تطور الاتصالات مع أنان من خلال ممثله في بغداد، كما اطلعها على الايضاحات التي تطلبها القيادة العراقية. واعتبر الديبلوماسي ان "نقطة البداية هي الآن في بغداد حيث ينتظر مجلس الامن والامين العام ان تعلن موقفها" من استئناف التعاون مع فرق التفتيش. واوقفت بغداد في الخامس من آب اغسطس الماضي تعاونها مع فرق التفتيش والوكالة الدولية للطاقة الذرية ويتهم العراق "اونسكوم" برفض الاقرار بأنه انجز نزع الاسلحة، وهو شرط لا بد منه لرفع الحظر النفطي المفروض عليه منذ ثماني سنوات. وكان الرئيس صدام حسين بحث مع كبار مساعديه "المراجعة الشاملة" المقترحة. وأفادت وكالة الأنباء العراقية ان صدام أطلع أول من أمس مجلس الوزراء على نتائج سلسلة من الاجتماعات المشتركة لمجلس قيادة الثورة وقيادة حزب البعث التي ركزت على جهود الامين العام للامم المتحدة في شأن هذه المراجعة. واتهم مسؤول عراقي أول من أمس خبير اميركي في احد فرق الاممالمتحدة بالتجسس. وقال سوداد محمد المسؤول في دائرة الرقابة الوطنية العراقية: "أثناء تفتيش روتيني قام به مراقبو الاممالمتحدة التقط مفتش اميركي صوراً لرأس صاروخي على رغم ان آلة التصوير التي استخدمها لم تكن تحمل علامة الاممالمتحدة". واضاف ان هذا "يثبت مجدداً انهم يجمعون معلومات لا علاقة لها بعملهم. انهم يرتدون قبعات الاممالمتحدة الا أنهم يعملون لحساب جهات معادية للعراق". ومعروف ان عناصر تابعة لپ"اونسكوم" ما زالت تمارس مهماتها التي تدخل في اطار نظام الرقابة الدائمة على التسلح. الى ذلك، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً اولياً يوصي بأن يقبل العراق باستقبال بعثة للمنظمة لاختبار نسبة الاشعاع في مناطقه الجنوبية وكشف اسباب ارتفاع معدلات الاصابة بالسرطان هناك. وكان مسؤولون عراقيون اكدوا ان ارتفاع المعدل مرتبط باستخدام القوات الاميركية والبريطانية خلال حرب الخليج قذائف مدفعية مصنوعة من اليورانيوم. وقالت فايغو نارافاني، الناطقة باسم المنظمة في تصريح صحافي في جنيف أمس، ان مكتب المنظمة الاقليمي في الاسكندرية يدرس التقرير الاولي الذي اعده خبراء زاروا العراق في آب، وسينقل التوصيات الى الحكومة قريباً.