بغداد، بون، نيويورك، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اختتم ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم محادثات في بغداد استمرت ثلاثة ايام، من دون احراز اي تقدم في اقناع السلطات بالسماح بتفتيش القصور الرئاسية. وأعلن بتلر قبيل مغادرته ان العراق "يتحدى مجلس الأمن" بقراره تجميد البحث في مسألة السماح بدخول المواقع الرئاسية حتى نيسان ابريل المقبل، موعد انتهاء اعمال لجنة التقويم الفني لعملية نزع الاسلحة المحظورة. ويعتقد العراق ان في امكانه توقع اصدار شهادة تساعد في رفع الحظر الدولي عنه، لكن رئيس "اونسكوم" أكد انه يشك باحتمالات توصل اللجنة الى ما يتوقعه العراقيون، فيما جددت صحف بغداد العزم على "الجهاد". الثكن العراقية وكان ناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون اعلن في وقت متقدم ليل الثلثاء ان واشنطن لم ترصد حال تأهب او تحركات غير عادية للقوات العراقية التي "ما زالت في ثكنها". ولمح الناطق مايكل ديبلداي الى ان وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين سيعلن قريباً ارسال حاملة الطائرات "انديبندنس" الى الخليج. وزاد: "ثمة أمر بنشر قوات في الخليج ووزير الدفاع الموجود في طوكيو الذي سيزور حاملة الطائرات انديبندنس سيكون لديه ما يعلنه". وجاءت تصريحات الناطق رداً على سؤال عن استبدال الحاملة "نيميتز" التي تجوب الخليج، وأعلن البنتاغون انها ستعود الى قاعدة نورفولك في فيرجينيا في آذار مارس المقبل. وأشار ديبلداي الى ان اجراءات اتخذت في الأيام العشرة الأخيرة على متن "انديبندنس" لتكون "جاهزة" لأي مهمة، علماً انها موجودة الآن قبالة السواحل اليابانية. ووصف وزير الخارجية الألماني كلاوس كينكل الاتفاق الذي تم التوصل اليه أول من امس بين رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل في العراق ريتشارد بتلر والقيادة العراقية في شأن الدعوة الى اجتماع لخبراء نزع السلاح في لجنة فنية لتقويم التقدم الذي احرزه العراق بأنه "أمل ضعيف في فصل مظلم من فصول سلوك العراق تجاه المجتمع الدولي". ودعا بغداد الى تنفيذ ما هو مطلوب منها من دون وضع شروط جديدة. وقال كينكل في تصريحات صحافية امس ان "المجتمع الدولي متفق على ان الاشتباه في وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق يثير خطراً جدياً على السلام في المنطقة، لذلك ربط مجلس الأمن قبل سبع سنوات رفع الحظر بتنفيذ بغداد الكامل قرارات نزع اسلحة الدمار الشامل". وذكر ان "القيادة العراقية تحاول منذ سبع سنوات التملص من التزاماتها عن طريق الحيل والتهديد"، ودعا بغداد الى التوقف عن "لعبة القطر والفأر" مع اللجنة الخاصة مشيراً الى ان الأممالمتحدة غير مستعدة لتحمل ذلك فترة طويلة. ضمانات وغادر بتلر بغداد امس بعد فشله في اقناع المسؤولين العراقيين بفتح القصور الرئاسية امام فرق التفتيش. وأوضح ألان دايسي احد مسؤولي اللجنة الخاصة ان بتلر عقد اجتماعاً اخيراً امس مع نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز المكلف ملف العلاقة مع اللجنة. وأعلن رئيس "اونسكوم" في مؤتمر صحافي قبيل مغادرته ان العراق قرر تجميد البحث في مسألة دخول المواقع الرئاسية، رابطاً السماح بتفتيشها بالحصول على ضمانات برفع الحظر، و"متحدياً قرارات مجلس الأمن". وذكر ان العراق لا يريد مناقشة دخول المفتشين "المواقع الرئاسية" بانتظار نتائج ايجابية من اجتماع لجنة التقويم الفني لعملية نزع الاسلحة المحظورة. وأوضح بتلر انه رد على طارق عزيز قائلاً: "ان اعلانكم تجميد المناقشات يشكل تحدياً لقرارات مجلس الأمن". وتابع ان العراق "سيكون مستعداً للبحث في مسألة دخول المواقع الرئاسية في نيسان اذا كانت نتيجة اجتماعات لجنة التقويم الفنية ايجابية". وسيعقد الاجتماع الأول للجنة في الأول من شباط فبراير. وزاد بتلر ان طارق عزيز "يؤكد ان هذه الاجتماعات ستظهر ان ملفات التسلح اصبحت على وشك اغلاقها، وبالتالي فهو يتوقع رفع الحظر، وأعربت عن شكوكي الجدية في شأن توصل الاجتماعات الى النتائج التي يتوقعها" نائب رئيس الوزراء العراقي. تقرير لمجلس الأمن وكشف الناطق باسم الأممالمتحدة فريد ايكهارت ان بتلر اجرى اتصالات هاتفية بالأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان وبرئيس مجلس الامن المندوب الفرنسي ألان ديجانيه. وسيقدم رئيس اللجنة الخاصة تقريراً الى المجلس غداً عن نتائج مهمته في بغداد. وكان بتلر صرح في العاصمة العراقية ليل الثلثاء بأن الأزمة في شأن تفتيش كل المواقع العراقية لا يمكن ان تستمر فترة غير محددة. وأضاف: "لا اعتقد انه ما زال هناك العديد من فصول هذه الرواية". وأشار الى ان طارق عزيز أبلغه ان العراق ليس لديه ملفات جديدة يقدمها عن اسلحة الدمار الشامل. وبدا رئيس "اونسكوم" متوتراً بعد اجتماعه مع المسؤول العراقي ليل الثلثاء، علماً ان الأول كان صرح الى وكالة "فرانس برس" بأنه ينتظر رد العراق على اقتراح فرنسي لتفتيش القصور الرئاسية، يقضي بأن يرافق ممثلون لمجلس الأمن خبراء فرق التفتيش اذا أرادوا دخول القصور الرئاسية العراقية. وجددت صحف بغداد امس عزم العراق على "الجهاد" من اجل رفع الحظر الدولي، واتهمت مجلس الأمن بالخضوع لهيمنة الولاياتالمتحدة. وكتبت صحيفة "الثورة": "اذا كان المجلس نفسه لا يعمل لكسر هذه الدوامة بتنفيذ الفقرة 22 من القرار 687 الخاصة بشروط رفع الحظر النفطي واذا كان المتعاطفون مع العراق مستمرين في حذرهم وترددهم وحساباتهم الخاصة، فهل هناك من يقف الموقف الحازم الحاسم سوى العراق نفسه، بشعبه وقيادته ومجالسه التمثيلية"؟ وتابعت الصحيفة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم: "لتر اميركا، وهي رأت سابقاً، كيف يهب شعب العراق هبة رجل واحد لانصاف نفسه وانتزاع حقوقه، ولتر اميركا كيف يعبر شعب العراق عن رأيه بحشودها العسكرية من حوله، ولتر رايات الجهاد الأكبر وهي ترتفع في سماء العراق من اقصاه الى اقصاه، وكيف يعبر هذا الشعب العظيم عن استعداده لتقديم المزيد من التضحيات واكتساح اسوار الحصار". وشددت على ان "قيادة العراق لم يعد في امكانها ان تقنع نفسها بالمزيد من الصبر على هذا الظلم الفادح الذي صبغ بصبغة دولية زائفة، وعلى الاكاذيب التي تختلقها اميركا وتتذرع بها لإطالة الحصار تحت سمع مجلس الأمن وبصره. ان العراق حاول بكل وسيلة لديه ان يلفت نظر المجتمع الدولي الى ما وقعته به اميركا من ظلم باسم الشرعية الدولية، وما تختلقه من اكاذيب لتشويه موقفه من تنفيذ التزاماته، وما تتبعه من اساليب خبيثة للانتقام من شعبه". ونبهت الى ان "مجلس الأمن لم يستجب القناعات السائدة لدى المجتمع الدولي بضرورة انصاف العراق ورفع الحصار عنه، بل سمح لأميركا بأن تشغله عنها بمناقشة قضايا ثانوية، وتستصدر قرارات وبيانات تلحق به المزيد من الظلم، واخيراً جعل من نفسه اداة للعبة اميركية مفضوحة". وتوجهت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي نجل الرئيس صدام حسين الى الولاياتالمتحدة معتبرة ان ارادة العراق "معقودة بنواصي الاصرار على تأكيد ارادته الحرة وقدرته اللامحدودة على مجابهة اضاليلكم والمضي في طريق الجهاد المؤمن لرفع الحصار وتحقيق النصر المبين".