اكدت مصادر مطلعة ان الحكومة العراقية قررت ان تسلم بسرعة الاجابات على رسائل الرئيس التنفيذي للجنة نزع السلاح "اونسكوم" ريتشارد بتلر التي طالبت بپ12 وثيقة محددة وأية وثائق ذات صلة ببرامج الاسلحة المحظورة السابقة في العراق. وكان متوقعاً ان تصل الاجابات الى الأممالمتحدة في ساعة متقدمة ليل امس، كما كان متوقعاً ان يقابل السفير العراقي نزار حمدون الامين العام كوفي أنان لاعطائه فكرة عن الاجابات ولطرح تصرفات وتصريحات غير مقبولة لرئيس "اونسكوم" خصوصاً تلك التي تطرق فيها الى الرئيس صدام حسين ونائب رئيس الوزراء السيد طارق عزيز بصفة شخصية. وفي واشنطن أعلن وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون قبل اجتماعه مع نظيره الاميركي وليام كوهين امس ان عمليات التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل العراقية لن تتوقف حتى اذا وجهت القوات الاميركية والبريطانية ضربة للعراق. وأكد ان الرئيس صدام حسين لن يتلقى اي تحذير من هجوم اذا عرقل عمل "اونسكوم" مرة اخرى. وقال: "سيكون التحذير الوحيد الذي سيتلقاه المرة المقبلة هو انسحاب مفتشي الأممالمتحدة". وتابع روبرتسون ان سياسة تشجيع تنظيمات المعارضة في العراق، التي تبناها الرئيس بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ستساعد في توصيل رسالة الى الشعب العراقي بأن اقامة حكومة بديلة امر ممكن. واضاف انه اذا تمكنت هذه التنظيمات من العمل معاً "سيكون لذلك تأثير كبير على الوضع داخل العراق". وقال المستشار السياسي لپ"اونسكوم" غوستاف زلوفنن: "نطلب وثائق ضرورية لعملية التحقق التي نقوم بها. وطلبنا هذه الوثائق سابقاً، وبالتالي ليست وثائق جديدة على العراق بل هي وثائق سبق ان بحثناها مع العراقيينمرات". وتابع ان مجرد الاعراب عن الاستعداد للبحث في تسليم الوثائق ليس كافياً. وقال: "ما نحتاجه الآن هو الوصول الى هذه الوثائق. وأقل من ذلك لا يرقى الى ما نتوقعه". وأكد زلوفينن في تصريحاته الى "الحياة" ان اللجنة طلبت 12 وثيقة ذات علاقة ببرامج التسلح الكيماوي والصواريخ في رسالة مستقلة، وطلبت في رسالة منفصلة ان تقدم بغداد كل ما لديها من وثائق في مجال التسلح الجرثومي. وبعث بتلر برسالتين الى طارق عزيز، اول من امس، وعلمت "الحياة" امس ان اجابات بغداد كانت في طريقها الى نيويورك على ان يبحثها حمدون مع انان في لقاء كان متوقعاً امس. وأعلن الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت، ان انان سيغادر نيويورك الاسبوع المقبل لاستئناف جولته في شمال افريقيا، عبر باريس، وسيبدأها بمحطة تندوف ثم يقوم بزيارة رسمية للجزائر في 1 و2 كانون الأول ديسمبر، ثم تونس في 3 و4، وبعدها يتوجه الى ابو ظبي لحضور اجتماع مجلس التنسيق الخليجي، ويعود بعد ذلك الى باريس في 8 الشهر المقبل ثم الى نيويورك. وقال الناطق ان انان سيتوقف في باريس في طريقه الى شمال افريقيا في 27 و28 الشهر الجاري للمشاركة في القمة الافريقية للدول الناطقة بالفرنسية. واعتبرت اوساط في الأممالمتحدة ان مغادرة انان مقر المنظمة الدولية قد تكون مؤشراً آخر الى انحسار احتمالات توجيه ضربة عسكرية اميركية - بريطانية للعراق في الاسابيع القليلة المقبلة. كما اعتبرت اوساط اخرى ان غياب انان عن المقر يقلّص امكانات لجوء بغداد اليه كقناة مباشرة لها علماً بأن الحكومة العراقية ترغب في تجاوز "اونسكوم" كلما اتيحت لها الفرصة. وجاء اللقاء المتوقع للسفير العراقي مع الأمين العام في اطار محاولة احياء الدور المميز لأنان والتخاطب معه باستقلالية عن لجنة نزع السلاح. وقالت المصادر المطلعة ان نزار حمدون اراد الى جانب اطلاع انان على الاجوبة العراقية طرح "تصرفات بتلر وتصريحاته ومواقفه" امام الأمين العام احتجاجاً عليها لأنها تتعدى الحدود والصلاحيات الموكلة الى رئيس "اونسكوم". وخصت المصادر العراقية بالذكر ما كتبه بتلر في مجلة "نيوزويك" مشيراً الى صدام حسين بتجريده من الصفة الرسمية كرئيس للعراق وتوجيه تهمة الكذب اليه شخصياً. وكان بتلر كتب ان "صدام حسين يمثل اسوأ كابوس" لنظام نزع اسلحة الدمار الشامل. وأضاف انه "يريد بوضوح امتلاك اسلحة الدمار الشامل غير الشرعية". و"الولد يبدو ملماً حقاً بها، وقد اثبت استعداده لاستخدامها". وصرح بتلر في فيلادلفيا امام مجلس الشؤون العالمية بأن طارق عزيز هو المسؤول عن اخفاء المعلومات وربما صواريخ "سكود" عن فرق التفتيش. وقال: "الطريقة الاساسية التي فعلوا بها ذلك كانت آلية الاخفاء التي كان رئيسها سيادته، نائب رئيس وزراء العراق طارق عزيز". وعن فرق التفتيش الموجودة في بغداد، قال المستشار السياسي للجنة "اونسكوم" ان ثلاثاً من الفرق "المقيمة" التي عادت الى بغداد قامت بنشاطات في مجال المراقبة "بلا اي مشاكل"، ووصف عمليات التفتيش التي نفذتها بأنها "سارت على ما يرام". وتابع غوستاف زلوفينن: "إننا في صدد تهيئة الفرق الأخرى غير المقيمة للذهاب إلى بغداد الأسبوع المقبل" مبدئياً. وقال إن الأعمال التي ستضطلع بها اللجنة في هذه الفترة هي: الوثائق، واجراء المقابلات مع الأفراد المعنيين، وعمليات التفتيش. وتوقع ان يتطلب الأمر "أسبوعين أو ثلاثة على الأقل" قبل أن تتمكن اللجنة الخاصة من القول إذا كان هناك تعاون عراقي صادق أم لا. إلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية عربية ل "الحياة" إن الوثائق ال 12 التي طلبها بتلر تتعلق بكل ملفات وزارات الصناعة والدفاع والتصنيع العسكري المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل. وأضافت انه على رغم ان عدد الوثائق هو 12، لكنها تشكل عملياً مئات الوثائق. وذكرت ان بتلر طلب أيضاً تزويد اللجنة الخاصة تفاصيل عن يوميات بعض الضباط الذين أشرفوا على تدمير الصواريخ المحظورة، وقسم من هذه اليوميات مفقود أو غير مسجل والقسم الآخر كان سلم إلى اللجنة. وأضافت ان بتلر يطلب تقريراً رسمياً يبين كل مراحل انتاج الصواريخ في العراق أو استيرادها