القدس المحتلة - أ ف ب، أ ب - أستقبل النواب الاسرائيليون في مبنى الكنيست البرلمان أمس الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بصيحات انتقاد شديدة واتهامات بانحياز المنظمة الدولية ضد اسرائيل. وفي كلمة الترحيب بالمسؤول الدولي، اتهم رئيس الكنيست دان تيخون الاممالمتحدة ب "عزل اسرائيل"، ما دفع نواب المعارضة الى اطلاق صيحات احتجاج مطالبين تيخون بعدم زج السياسة في نص الترحاب. لكن الأخير، وهو عضو في تكتل "ليكود" الحاكم تابع ان "استراتيجية الاممالمتحدة بعزل اسرائيل والطعن في شرعيتها لن تؤتي الا ثماراً فاسدة". وقال: "ما لم تتخذ الأممالمتحدة مدخلاً مغايراً تماماً تجاه اسرائيل، فإن المنظمة الدولية تواصل استبعاد نفسها من لعب دور مهم في العملية السلمية". وعندما افسح تيخون المجال للنواب بالحديث قام النائب العربي الاسرائيلي عبدالوهاب دراوشة وحاول الترحيب بانان باللغة الانكليزية، ليسارع تيخون الى اسكاته. وقال: "لا يمكنك التحدث بالانكليزية" ما اضطر دراوشة الى استخدام اللغة العربية. وقال مخاطبا انان ان "اسرائيل تأمل في التوصل الى سلام عادل ومتين مع العرب". لكن بني ايلون زعيم حزب "موليديت" المتطرف عاد الى توجيه انتقادات شديدة للامم المتحدة ورأى انها تمارس ضغوطا على اسرائيل لتقديم تنازلات في عملية السلام. وقال: "نحن دولة مستقلة". وبينما استمرت حملة النواب، نهض انان الذي التزم الصمت طوال الوقت وغادر وزوجته نان القاعة بعد 10 دقائق مشيراً الى انه لا يريد ان يتأخر عن ارتباطه التالي. لكون الانتقادات لم تتوقف وتواصلت بعد برهة حول مأدبة الغداء التي جمعت انان وتيخون ثانية. ووصف تيخون قرار الاممالمتحدة باعتبار "الصهيونية عنصرية" والذي الغي في 1994 بأنه "صفعة مهينة حرمت اسرائيل من حقها بالوجود". وقال: "أصبحت الاممالمتحدة عقبة امام علاقاتنا مع العرب ... وهي غير مؤثرة في جمع العرب واليهود معاً". أما انان فلم يرد على الانتقادات مباشرة ودعا اسرائيل في المقابل الى "التطلع بنظرة جديدة الى الاممالمتحدة". وقال: "ان لدى اسرائيل الكثير لتقدمه ولتكسبه ايضا من خلال علاقاتها مع الاممالمتحدة". وأضاف: "لقد تركنا بعضاً من اسوأ الفصول خلفنا". وكان انان بدأ أول من امس زيارة رسمية لاسرائيل. وعلى رغم الانتقادات الاسرائيلية أصر انان على لقاء مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية السيد فيصل الحسيني، في المدينة المقدسة. من جهة أخرى، وضع الامين العام للامم المتحدة أمس اكليلا من الزهر على نصب المحرقة اليهودية "يادفاشيم"، مشيراً الى الدروس "العالمية" التي تستخلص منها. كما وضع اكليلاً آخر على نصب قتلى الجيش الاسرائيلي أمام مبنى الكنيست على رغم ان بروتوكولات الأممالمتحدة تحدد له وضع اكليل واحد في الزيارة الواحدة. وزار انان متحف المحرقة حيث اهتم خصوصاً بمعرض عن حياة اليهود في معزل لودز في بولندا خلال الحرب العالمية الثانية. ثم وضع اكليلا من الزهر على الشعلة الدائمة المقامة لذكرى ستة ملايين يهودي قتلوا في معسكرات الاعتقال النازية ووقع الكتاب الذهبي. وقال: الامين العام في كلمة مؤثرة: "اني اوقع في ذكرى ستة ملايين يهودي. انها ليست تجربة يهودية فقط، انها تجربة عالمية، ويجب ان لا نترك هذا يحصل ثانية على الاطلاق". يذكر ان عم زوجة انان الديبلوماسي السويدي راؤول والينبيرغ كان انقذ مئات من اليهود المجريين من الموت في مخيمات النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.