أفادت تصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي اقترح فيها نقل «اسرائيل» إلى اوروبا ردود فعل واسعة حيث دان الاتحاد الاوروبي تصريحات نجاد. ونقل بيان صادر عن رئاسة الاتحاد عن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو قوله ان هذه التعليقات المدانة غير مقبولة. وأضاف سترو ان مختلف الدول دانت قبل ستة اشهر دعوات الرئيس الايراني لمحو اسرائيل عن خريطة العالم كما دانها السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان ومجلس الامن الدولي. وقال ان ايران هي الدولة الوحيدة التي تعارض حل الصراع العربي الاسرائيلي على مبدأ اقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب داعيا دول العالم لدعم هذا المبدأ. الى ذلك وصفت إسرائيل الرئيس الإيراني بأنه «خطير جداً» أمس الجمعة بعد ان شكك أمس في حدوث محارق نازية لليهود واقترح نقل «إسرائيل» الى اوروبا. وقال سيلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي لراديو اسرائيل «لم تكن هذه زلة لسان او تعليقاً عابراً انها طريقة تفكير مرتبة تهدف الى ابادة دولة إسرائيل». وسئل شالوم عن مقارنة الرئيس الإيراني بالزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان يوماً من أشد اعداء إسرائيل فقال «لن اتعامل معه باستهانة. مثل هذا التصريح.. يكشف عن طريقة تفكير تظهر انه خطير جداً». واسهب شالوم في حديثه عن المخاوف الإسرائيلية وقال «إيران تطور الآن صواريخ يمكنها ان تصل الى عواصم اوروبا». وحث على احالة الامر الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. من جهته اعرب الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان عن صدمته بملاحظات الرئيس الايراني. وأوضح بيان للامم المتحدة ان «الامين العام قد صدم لدى سماعه هذه الملاحظات المنسوبة الى رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي شكك فيها بحقيقة المحرقة واقترح نقل اسرائيل من الشرق الاوسط الى اوروبا». واثارت هذه الملاحظات ردود فعل حادة لدى البلدان الغربية. وذكر انان بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت الشهر الماضي على قرار يحظر نفي حصول المحرقة وقرر اعلان 27 كانون الثاني (يناير) يوما خاصا لتكريم ذكرى ضحايا النازية. ودعا انان جميع الدول الاعضاء في الاممالمتحدة «الى التصدي لعمليات النفي تلك والى تثقيف شعوبها بالوقائع التاريخية الموثقة حول المحرقة التي ابيد خلالها ثلث الشعب اليهودي، الى جانب اعداد لا تحصى من الاقليات الاخرى». وذكر انان بأنه اكد لدى ادلاء الرئيس الايراني بتصريحات دعا فيها الى محو اسرائيل من الوجود، ان اسرائيل «عضو منذ فترة طويلة في الاممالمتحدة تتمتع بحقوق وعليها واجبات على غرار جميع الاعضاء الاخرين، على قدم المساواة». وقد اثار الرئيس الايراني جدالا جديدا باقتراحه على المانيا والنمسا ان تستضيفا على اراضيهما دولة اسرائيل التي وصفها بأنها «سرطان». وقبل اقل من شهرين، اثار الرئيس الايراني المجموعة الدولية بدعوته الى «محو اسرائيل من الوجود» بدورها اعتبرت وزيرة الخارجية النمساوية ارزولا بلاسنيك تصريحات نجاد بشأن اقامة دولة اسرائيلية على الاراضي النمساوية او الالمانية تصريحات غير مقبولة بتاتا. ونقلت وكالة الصحافة النمساوية عن بلاسنيك قولها انها تدرس ما ورد في خطاب الرئيس الايراني لفهم اسباب وداوفع هذه التصريحات والظروف المحيطة بها مضيفة انها استدعت السفير الايراني لدى النمسا وطلبت منه توضيح حقيقة هذه التصريحات. الى ذلك طالب باول شبيغل رئيس المجلس الاعلى لليهود في ألمانيا الحكومة الالمانية باتخاذ إجراءات قاسية ردا على الشعارات التي رددها الرئيس الايراني أحمدي نجاد. تتضمن هذه الاجراءات حسب شبيغل قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران. جاءت تصريحات باول شبيغل في مقابلة مع صحيفة «نيتس تسايتونج» أمس الجمعة.