القدس المحتلة - أ ب - أثارت مشاركة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة في مراسم إحياء ذكرى المحرقة في معسكر الاعتقال النازي في بولندا «أوشفيتز»، انتقادات حادة في أوساط العرب وبعض اليهود في الدولة العبرية. واعتبر قياديون من عرب الداخل زيارة بركة «غير ملائمة» في وقت يتصاعد التوتر الفلسطيني - الإسرائيلي ويستمر حصار قطاع غزة. لكن بركة رد بأنه يعتزم إدانة السياسات الإسرائيلية خلال زيارته لبولندا، ما لمس وتراً حساساً وأثار غضب اليهود الذين يعتبرون أن أي مقارنة بين المعاناة الفلسطينية والتطهير العرقي «إساءة» إليهم. وجاءت زيارة بركة ضمن وفد إسرائيلي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، زار أمس معسكر «أوشفيتز» للاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لتحريره. وهو معروف بدعواته المتكررة للعرب إلى الاعتراف بالمحرقة النازية وإدراك أهميتها لليهود. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي في مقابلة هاتفية أمس: «أنا هنا لأتذكر وأتواصل مع الضحايا نفسهم... أريد سماع صرخاتهم». لكنه أضاف لوكالة «أسوشييتد برس» بعد الزيارة، أن «اليهود الذين كانوا ضحايا للنازيين، يمارسون الآن القمع ضد الفلسطينيين... أريد أن أقول لهم: يجب أن تتعلموا الدرس الحقيقي وأن تحاربوا القمع في كل زمان ومكان». ودعا نائبان يمينيان بركة إلى الانسحاب من الوفد. وقال النائب داني دانون: «أنا واثق من استخدامه الزيارة لمهاجمة إسرائيل. وحقيقة أنه يقارب بين المحرقة اليهودية و (معاناة) الفلسطينيين، مستفزة». وكان نائبان من عرب الداخل زارا المعسكر، كما زارته مجموعة من 100 كاتب ورجل دين عربي في عام 2003 في محاولة لمد الجسور مع اليهود، لكن بركة، وهو عضو الحزب الشيوعي الإسرائيلي «حداش»، أبرز شخصية تبادر إلى اتخاذ خطوة كهذه حتى الآن، لذلك أثارت زيارته جدلاً محتدماً في صحافة عرب الداخل على مدى الأسبوعين الماضيين. واعتبر الكاتب العربي البارز زهير اندراوس زيارة بركة «صفعة على الوجه»، مشيراً إلى أنه «لا يمكننا المشاركة في وفد رسمي إسرائيلي يضم نواباً من اليمين يحاولون تمرير قوانين تمنعنا من إحياء ذكرى نكبتنا». ورأى الشيخ عبدالحكيم مفيد من «الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي»، أن هناك «تناقضاً أخلاقياً بين هذه الزيارة واستمرار الحصار على قطاع غزة. أعضاء الكنيست الذين يذهبون إلى أوشفيتز هم من يريدون استمرار الحصار».