بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويتر - فشلت مفاوضات بين العراق ولجنة العقوبات في الأممالمتحدة حول ترتيبات سفر الحجاج العراقيين إلى مكةالمكرمة. وأعلن مساعد الناطق باسم الأممالمتحدة خوان كارلوس برانت، أول من أمس، أن العراق رفض اقتراحات الأممالمتحدة الهادفة الى اتاحة الفرصة لآلاف العراقيين لاداء فريضة الحج هذا العام. وأوضح برانت أن السفير العراقي لدى المنظمة الدولية نزار حمدون أبلغ امس الاربعاء الى رئيس لجنة العقوبات أنه "لم يعد ثمة جدوى عملياً من متابعة المفاوضات في هذا الشأن". ويتعين على العراقيين الذين يرغبون في الذهاب الى مكةالمكرمة براً أن يصلوا الى السعودية في السابع والعشرين من آذار مارس الجاري، أما الذين يريدون الذهاب جواً فيتعين وصولهم في الاول من نيسان ابريل المقبل. وكانت لجنة العقوبات اقترحت ان تقتطع تكاليف الرحلة المحددة ب 44 مليون دولار من حساب مجمد تديره الأممالمتحدة ويغذّى من مبيعات النفط العراقي. ويتعين ان يتم تحويل المبلغ بواسطة مصارف أردنية. لكن بغداد طالبت، لأسباب تتعلق بالسيادة، ان تودع الأموال المصرف المركزي العراقي، الأمر الذي لا ينص عليه قرار الأممالمتحدة الرقم 986 حول "النفط مقابل الغذاء". وكانت الحكومة العراقية تريد أن تقدم مساعدة محدودة لحوالى ثلاثة آلاف حاج لأداء فريضة الحج هذه السنة. وفي السنوات الماضية ارسل العراق ألفاً من الحجاج العراقيين الى مكة بدلاً من حصته المحددة ب 22 ألفاً أي حاج واحد عن كل ألف عراقي كما حددتها السلطات السعودية. وقالت وكالة الأنباء العراقية أمس إنه سيتعين على العراقيين الراغبين في أداء مناسك الحج السفر إلى المملكة العربية السعودية بطريق البر في حافلات بعدما فشلت الجهود الرامية للسماح لهم بالسفر بالطائرات. ونقلت الوكالة عن مستشار وزارة الاوقاف والشؤون الدينية محمد علي القيسي قوله إن كل الحجاج سيتوجهون إلى الديار المقدسة في مكةالمكرمة هذا العام بطريق البر مستخدمين 40 حافلة. وقالت الوكالة إن أول دفعة من الحجاج ستغادر يوم الخميس المقبل. وكان وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف أثار للمرة الأولى قضية الحج في رسالة بعث بها يوم 11 كانون الثاني يناير إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وأقرت لجنة العقوبات تخصيص ألفي دولار لمصاريف كل حاج من عائدات اتفاق "النفط مقابل الغذاء"، ويعني هذا ان اجمالي المبلغ هو 44 مليون دولار إذا سافر العدد الذي وافقت عليه السعودية وهو 22 ألف شخص. لكن الاشكال حول تحويل المبلغ حال دون التنفيذ في الوقت المناسب. واقترحت لجنة العقوبات في الآونة الأخيرة أن تسلم الحكومة العراقية كوبونات إلى الحجاج للسفر والإقامة والمصاريف الأخرى، وأن تحول مبالغ مماثلة تغطي القيمة النقدية للكوبونات من حساب الأممالمتحدة إلى بنك أردني له فرع في السعودية. وأعرب السفير حمدون عن أمله في أن يتمكن الحجاج العراقيون بدءاً من العام المقبل من أداء فرائض دينهم من دون قيود ومن دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من أي طرف". تغذية الأطفال على صعيد آخر، قال مسؤول في الاممالمتحدة، أول من أمس الخميس، ان صندوق رعاية الطفولة التابع للمنظمة الدولية يونيسيف أجرى مسحاً لمعرفة أوضاع التغذية بالنسبة إلى أطفال العراق في ظل العقوبات الدولية. وأوضح اريك فولت الناطق باسم الأممالمتحدة في العراق ان المسح أجري على 15 ألف طفل عراقي اختيروا عشوائياً اثناء حملة تطعيم ضد شلل الاطفال. وقال فولت ان 15 من مراقبي برنامج الغذاء العالمي خلال الفترة من 14 إلى 16 آذار في "مسح تقويمي للتغذية". وأضاف ان أمهات الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن عامين تم وزنهن هن الاخريات، واستنتج أنه "من الثابت منذ فترة ان نسبة كبيرة من الامهات المرضعات يعانين من سوء التغذية". ويتوقع أن تنشر نتائج المسح في نيسان ابريل المقبل. فيما أعلن مسؤولون في الأممالمتحدة ان مسحاً شاملاً أجرته "اليونيسيف" في العام 1997 أظهر ان ما يصل إلى مليون طفل عراقي يعانون من سوء التغذية. وقال فولت إن المسح الجديد أجري لتقويم آثار اتفاق "النفط مقابل الغذاء" المبرم مع الأممالمتحدة. وأضاف فولت ان فريقاً فنياً يزور العراق حالياً لتقويم اصلاحات المنشآت اللازمة لرفع القدرة التصديرية للنفط سينتهي من زيارته يوم الاحد المقبل. وقال: "لقد زاروا كل المواقع ذات الصلة ومن المتوقع ان يرفعوا تقريرا بنتائج مهمتهم في اوائل نيسان". وأوضح ان ممثلي الاممالمتحدة والمسؤولين العراقيين سيبدأون الاسبوع المقبل محادثات حول خطة توزيع المعونة طبقاً لاتفاق "النفط مقابل الغذاء" الجديد.