للمرة الأولى منذ تشكيلها، أعلنت "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال" أمس عن بدء عملياتها العسكرية تزامناً مع الذكرى العشرين للعدوان الاسرائيلي على لبنان في 1978. وقالت في بيان صادر عن الدائرة الاعلامية فيها ان "السرايا دخلت ساحة النضال والجهاد بعد أشهر عدة من التحضير والاعداد والتأهيل بعيداً عن العيون لتعبر عن عزيمة اللبنانيين بكل طوائفهم بخيار المقاومة وعن املهم حتى النصر". واضافت ان "السرايا تؤكد منذ الرصاصة الاولى التزامها المطلق بهذا الطريق مهما بلغت التضحيات". وفي ذكرى 14 آذار مارس تضامن لبنان مع نفسه امس، اذ عمّت الاحتفالات معظم المناطق اللبنانية ورفعت لافتات منددة بالاحتلال الاسرائيلي ومطالبة بتنفيذ القرار الرقم 425. وتوقفت ظهراً حركة السير في الشوارع وحركة المطار لمدة 5 دقائق. على وقع اجراس الكنائس ورفع الصلوات من المساجد، وخصصت المدارس حصة لشرح معاني الذكرى للطلاب، واقيمت حواجز محبة في الشوارع وزعت على المارة الشارات الصفراء التي تحمل القرار وجمعت تبرعات للمقاومة. وفي الجنوب، صعدت اسرائيل الوضع الامني، فقصفت مدفعيتها الثقيلة اطراف بلدات حداثا وبرعشيت في القطاع الاوسط، وعربصاليم ومجرى نهر الزهراني والجبل الرفيع في اقليم التفاح، بالاضافة الى الطريق الذي يربط منطقة الاقليم بمدينة النبطية، وطاول أيضاً جبل الضهر وقاطع ميمس في القطاع الشرقي بمدافع الهاون. وترافق القصف مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة. في المقابل أعلنت "السرايا اللبنانية" في بيان ان "احدى مجموعاتها هاجمت عند الخامسة والنصف من فجر امس موقع برعشيت الاسرائيلي مستخدمة الأسلحة الرشاشة والصاروخية ومدافع الهاون وتحدثت عن "اصابات مباشرة وأكيدة وتدمير بعض دشم الموقع ومرصد، واصابة مرابض رشاشات ثقيلة". واضاف البيان: "وعند السادسة الا ربعاً شنت مجموعة ثانية هجوماً على موقع حداثا بالاسلحة الرشاشة ومدافع الهاون وتمكنت من تحقيق اصابات دقيقة ومؤكدة وتدمير تحصينات عدة واصابت مرابض اسلحة ثقيلة ... وعند السادسة والثلث هاجمت مجموعة ثالثة موقع السويداء بمختلف انواع الاسلحة وتمكنت من تدمير بعض دشمه وتحصيناته والمرابض الرشاشة موقعة اصابات داخل الموقع". بدورها أعلنت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل "حزب الله" في بيان لها "عن تنفيذ ثلاث عمليات استهدفت مواقع الرادار والحردون - مركز قيادة الفوج 81 اللحدي وسجد، بمختلف انواع الاسلحة الرشاشة ما ادى الى تحقيق اصابات دقيقة". من جهة ثانية نعت "المقاومة الإسلامية" اثنين من مقاوميها هما محمد قشاقش من بلدة حانين ومحمد علوية من مارون الراس قالت "انهما استشهدا في مواجهات مع قوات الاحتلال قبل خمسة أيام". الاحتفالات في هذه الاثناء أحيا لبنان ذكرى 14 آذار، وافتتح في بيروت مؤتمر "انماء المناطق المحتلة واقع وحاجات" في رعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممثلاً بالنائب محمد عبدالحميد بيضون والوزير ياسين جابر ممثلاً رئيس الحكومة رفيق الحريري ووزراء ونواب وفعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية. وألقى النائب بيضون كلمة بري مشيراً الى "ان القصد من هذا اليوم الوطني ايجاد وعي عند اللبنانيين، ولكشف المخططات الاسرائيلية المحدقة بلبنان وتشكيل رأي عام عالمي ضاغط بهدف حثّها على تطبيق القرارات الدولية"، ونبه الى "المحاولات الاسرائيلية الخبيثة التي تهدف الى تنفيذ عدوان يطيح القرار الدولي ويولّد قراراً جديداً يستبدل القوات الدولية بقوات متعددة الجنسية". وشهدت الندوة مداخلات من المشاركين والوزراء شوقي فاخوري وعلي حراجلي وأيوب حميد عما تقدمه وزاراتهم للمناطق المحتلة. وشاركت منطقة الشوف في المناسبة، وأقيمت حواجز محبة وندوات شدد فيها الخطباء على دور "المقاومة". واقيم في دير القمر معرض للصور برعاية النائب جورج ديب نعمة في حضور عدد من المسؤولين وأهالي البلدة والقرى المجاورة. كذلك عمّت الاحتفالات مدن الشمال وأقضيته، ودعت بيانات الحكومة "الى دعم المقاومة وتوفير مستلزمات الصمود". وفي محافظة البقاع اقيمت سلسلة احتفالات واحرق العلم الاسرائيلي امام سراي زحلة، وكذلك عند مدخل بعلبك، عَزفت بعده فرق موسيقية كشفية النشيد الوطني اللبناني. وفي الجنوب عمّت الاحتفالات مختلف مدنه وقراه، واضيئت ليلاً شموع على جوانب الطرق العامة وشرفات المنازل. وأمّت عشرات الوفود أضرحة الشهداء في قانا لوضع اكاليل الزهر وتلاوة الفاتحة. وفي صيدا اقيم في باحة السراي الحكومي احتفال حاشد شارك فيه رسميون وفعاليات صيداوية وحزبية للمناسبة تقدمهم الوزير نديم سالم والنائبة بهية الحريري". وسلم مدراء المدارس الرسمية والخاصة في منطقة صيدا النائبة الحريري نسخاً من مذكرة وجهها طلاب المدارس الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان تحمل تواقيعهم "تؤكد على دور المؤسسة الدولية وفرض قراراتها". وعاشت صور ومنطقتها اجواء تضامنية وامتلأت مداخل المدينة والقرى المحيطة بها باللافتات المنددة بالاحتلال والمطالبة بتنفيذ القرار 425. وفي النبطية حيث اقيمت الاحتفالات بالمناسبة جال في المدينة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين يرافقه وفد كويتي، وقال ان هذا اليوم يشكل "ارادة الصمود للشعب اللبناني والانتصار على الاحتلال". ووصف وديع الخازن الطروحات الاسرائيلية بأنها فخ جديد لفصل المسارين اللبناني والسوري تمهيداً لضربة قاضية، محذراً من الرهان على الماضي.