عشية المشاورات الموسعة، التي يستهلها اليوم رئيس الحكومة رفيق الحريري بزيارة صباحية لكل من رئيسي الجمهورية الياس الهراوي والمجلس النيابي نبيه بري وبلقاء مسائي مع نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" حزب الله بهدف تأمين التوافق الوطني لإيجاد الحلول المالية للمشكلات العالقة، من تمويل سلسلة الرتب والرواتب للموظفين العاملين في القطاع العام واستكمال عودة المهجرين، وتنفيذ المشاريع الانمائية في المناطق المحرومة، وتعزيز الطبابة المجانية للبنانيين وحسم الاشكالات القائمة مع المستشفيات الخاصة، وترت اسرائيل أمس الوضع في الجنوب وقامت بشن 10 غارات جوية على قرى اقليم التفاح ترافق مع قصف مدفعي عنيف على المنطقة. واستباقاً للمشاورات التي يبدأها رئيس الحكومة في وقت وصلت علاقته برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وزير شؤون المهجرين وليد جنبلاط الى طريق مسدود، زار أمس الرئيس بري الرئيس الهراوي في القصر الجمهوري في بعبدا وأجرى معه تقويماً شاملاً تناول فيه القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية والتطورات المتلاحقة على جبهة الخليج. واتسم اللقاء بين الهراوي وبري بالصراحة التامة، ويأتي حسبما صرحت مصادر رسمية لپ"الحياة"، "في سياق تحصين الساحة المحلية في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها من جانب اسرائيل التي تسعى الى ارباك لبنان من خلال التلويح بتطبيق مشروط للقرار الرقم 425 على خلاف ما أقره مجلس الأمن الدولي". ولم تستبعد المصادر الرسمية ان يكون للتصعيد العسكري الاسرائيلي علاقة للجوء تل أبيب الى اتباع سياسة الديبلوماسية الساخنة للضغط على لبنان ودفعه الى القبول بشروطها لتطبيق القرار 425. وكان جنوبلبنان شهد امس تصعيداً عسكرياً اسرائيلياً لم يسبق له مثيل منذ عملية عناقيد الغضب الاسرائيلية في نيسان ابريل من العام 1996، اذ شنت طائرات حربية اسرائيلية 10 غارات قبل الظهر على مناطق في اقليم التفاح في اقل من ساعتين مستهدفة اياها بأكثر من 30 صاروخ جو أرض، كما استهدفت الجبل الرفيع ومزرعة عقماتا وبلدة سجد المهجورة منذ العام 1982، ما ادى الى تدمير الحسينية فيها. وأعقب الغارات الجوية ورافقها وسبقها تحليق كثيف لطائرات حربية في اجواء الاقليم، مطلقةً بالونات حرارية ومنفذةً غارات وهمية، وعلى علو مخفوض بعدما جوبهت بالمضادات الأرضية التابعة للجيش اللبناني والمقاومة.ووصلت في طلعاتها الى اجواء منطقة بعلبك خارقةً جدار الصوت". وتزامنت الغارات الجوية مع قصف اسرائيلي كثيف طاول مناطق الريحان وعقماتا واطراف بلدات سجد اللويزة، عين بوسوار والجبل الرفيع. وكانت "المقاومة الاسلامية" الجناح العسكري لپ"حزب الله" "هاجمت عند السابعة صباحاً موقع قوات الاحتلال في بئر كلاب بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية محققة اصابات مباشرة". وفي الثالثة والنصف بعد الظهر، قصفت القوات الاسرائيلية أطراف بلدات كفر تبنيت وزوطر الغربية وطريق عين السماحية - الزوطرين الغربية والشرقية في القطاع الأوسط. وفي القطاع الغربي تعرضت بعد الظهر اطراف بلدات المنصوري ومجدل زون وبيوت السياد ومناطق الرحراح النفخة لقصف مدفعي. وفي المقابل نفذت "المقاومة الاسلامية" عملية ضد موقع قوات الاحتلال في قلعة الشقيف "مستخدمة الصواريخ بعدما رصدت دبابات اسرائيلية في محيطه"، كما نفذت سلسلة هجمات متزامنة غطت معظم مواقع الاحتلال في القطاع الغربي.