تظاهر أمس الخميس عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل في أكثر من مئة مدينة ألمانية احتجاجاً على السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة والتي اظهرت الاحصاءات انها لم تؤد سوى الى ارتفاع معدل البطالة في السنوات الأربع الماضية. واحتل مئات عدة من العاطلين عن العمل بعض مراكز المكتب الفيديرالي للعمل في فرانكفورت واولدنبورغ وبيليفيلد، فيما اصطدم متظاهرون في برلين مع الشرطة التي حاولت إبعادهم عن محيط مقر الحكومة المحلية خوفاً من اقتحامه واحتلاله. واسفرت المواجهات عن اعتقال عدد من المتظاهرين وتعرض عدد آخر الى الضرب. ووجهت الدعوة الى التظاهر والاعتصام "لجان المبادرة" الممثلة للعاطلين عن العمل في اليوم الذي أعلن رئيس المكتب الفيديرالي للعمل ابرنهارد ياغودا الرقم القياسي للبطالة التي طاولت الشهر الماضي 4.82 مليون شخص. ويشكل ذلك زيادة قدرها 301 ألف عاطف عن العمل عن الشهر الذي سبقه ويعني ان نسبة البطالة وصلت الى 12.6 في المئة من الناس. اما في شرق البلاد فوصلت البطالة الى ضعف ما هي عليه في غرب البلاد. وعلى رغم ان لجان المبادرة أكدت ان تحركات العاطلين عن العمل ستكون سلمية، لكن المراقبين في بون توقعوا تصعيداً لهذه التحركات في الأيام المقبلة، على الطريقة الفرنسية، خصوصاً وان المعتصمين جلبوا معهم فراشهم للنوم وأكدوا أنهم سيستمرون في احتلال مراكز مكتب العمل وبعض الهيئات الاخرى على مدى أيام عدة. وأعلنت نقابات عمالية عدة تأييدها ودعمها لتحرك العاطلين عن العمل، كما تضامنت الكنيسة الانجيلية الالمانية مع المتظاهرين مبدية تفهمها لتحركهم الاحتجاجي "حتى لا تصبح البطالة في البلاد قضية عادية لدى الناس" حسبما جاء في بيان الكنسية. وذكرت مصادر لجان المبادرة ان التحرك الأخير للعاطلين عن العمل في فرنسا والنتائج التي أدى اليها هو الذي شجع زملاءهم الالمان لانتهاج الأسلوب نفسه تقريباً، لتحذير المسؤولين من مغبة عدم اتخاذ قرارات جدية لمواجهة البطالة في البلاد. وكانت قضايا البطالة والتظاهرات والاعتصامات موضع نقاش حاد أمس في البرلمان الفيديرالي حيث تبادل نواب الحكومة والمعارضة الاتهامات وحمل الجانبان بعضهما بعضاً المسؤولية.