باريس - أ ف ب - لا تخفي شركات تصنيع الاسلحة الفرنسية طموحاتها في تركيا التي تعتبر منذ زمن طويل سوقاً يحتكرها الاميركيون والالمان ولكنها تبدو الآن مستعدة، لاسباب سياسية، للانفتاح على شركاء آخرين. وكشفت هذه الشركات عن طموحاتها خلال الزيارة التي قام بها الاثنين والثلثاء لفرنسا وزير الدفاع التركي عصمت سيزغين، الذي قابل المسؤولين عن شركات "جيات اندستريز" و"دي سي ان انترناشونال" و"ايروسباسيال" و"يوروكوبتر" وحضر عرضاً لدبابات لوكليرك ومروحيات تايغر القتالية. وكانت شركة "جيات اندستريز" ردت في نيسان ابريل الماضي على طلب استعلام تقدمت به الحكومة التركية من اجل احتمال تسليم ألف دبابة لوكليرك قد يتم جمعها محلياً في اطار شراكة صناعية يبحث بها حالياً. وقيمة هذا المشروع قد تساوي اكثر من خمسة بلايين دولار. ولجيات حالياً شراكة مع تركيا لانشاء ابراج مصفحة ومدافع من عيار 25 ملم في اطار عقد بقيمة 116 مليون دولار. من جهتها تأمل شركة يوروكوبتر، التابعة لشركة ايروسباسيال ومجموعة داسا الالمانية، التي زار سيزغين الثلثاء منشآتها في مارينيان جنوب، بأن تبيع تركيا 145 مروحية من نوع تايغر سيتم جمعها محلياً. وتبلغ قيمة هذا العقد ما بين 4 و5 بلايين دولار وهو يمثل نصف سوق الصادرات الحالي لهذا السلاح. لكن هناك منافسة من قبل مروحية اغوستا ايطاليا وبيل وبوينغ - ماكدونال دوغلاس الولاياتالمتحدة اللتين تلقتا في كانون الاول ديسمبر الماضي الضوء الاخضر من واشنطن. ويعتبر المشروع حساسا على الصعيد السياسي اذ ان هذه المروحيات قد تستعمل ضد المتمردين الاكراد. واشترطت واشنطن قبل موافقتها النهائية تحسين وضع حقوق الانسان في تركيا. وقد يصب هذا الوضع في مصلحة يوروكوبتر التي باعت تركيا خمسين مروحية من نوع كوغار بقيمة 750 مليون دولار. لكن رئيس يوروكوبتر جان فرنسوا بيغاي حذر من ان "المعركة على هذه المروحيات ستكون ضارية، على الصعيد التقني، وعلى الصعيد المالي والصناعي والسياسي". وتفاوض ايروسباسيال منذ عام من اجل بيع صواريخ مضادة للدبابات "اريكس" بقيمة 500 مليون دولار. اما شركة "دي سي ان انترناشونال" قسم التصدير في ادارة الصناعات البحرية التي تبني اسلحة البحرية الفرنسية التي دخلت السوق التركية للمرة الاولى في العام الماضي، ببيعها خمس كاسحات الغام، فهي تحاول بيع تركيا غواصات هجومية تقليدية وفرقاطات. وتأمل شركة "تومسون - سي اس اف" الدفاعية تزويد تركيا أجهزة حماية ذاتية للمروحيات وتجهيزات لطائرات الدوريات البحرية واجهزة طيران وجهاز رادار محمول جواً "اوريزون". ولم تزل مجمل هذه المشاريع في المرحلة التمهيدية وقد يتطلب الامر سنوات عدة قبل التوصل الى اتفاقات بشأنها. وساند وزير الدفاع الفرنسي الان ريشار العروض الفرنسية بدعم سياسي مشيراً الى ان باريس "لا تفكر بذهنية البيع والشراء وانما بذهنية التعاون الاقتصادي" مع تركيا التي تسعى الى تطوير صناعتها الحربية لتلبية حاجاتها الذاتية وايضا للتصدير. وعلى رغم استفادة شركات تصنيع الاسلحة الاميركية من التحاق القوات التركية بالحلف الاطلسي، فإن الشركات الفرنسية تستفيد، في مواجهة منافساتها الاوروبيات خصوصاً الالمانية، من كون فرنسا تنفرد في دعمها جهود تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وهذا الواقع ادى الى توطيد العلاقات السياسية الفرنسية - التركية الذي ستجسده زيارة الرئيس التركي سليمان ديميريل لباريس المقررة في 19 و20 شباط فبراير الجاري.