خاطب توني بلير رئيس الحكومة البريطانية ممثلي دول الاتحاد الأوروبي في "أسبوع الأزياء لخريف وشتاء 1998 و1999 في لندن" في رسالة وجهها إلى الدول المشاركة والعارضين قال فيها ما معناه: "ان ترؤس بريطانيا للاتحاد الأوروبي يعطينا الفرصة لتعزيز ودعم كل ما هو عظيم وكبير في أوروبا ألا وهو صلتنا الحقيقية ببعضنا البعض، لا في إطار التجارة والتبادل المالي فقط، بل في إطار تعزيز التبادل الثقافي والفني والحضاري". وعشية افتتاح أسبوع الأزياء من يوم الجمعة الماضي إلى نهاية الأسبوع المقبل، دعت وزارة الخارجية البريطانية ومجلس الأزياء جميع سفراء الدول الأوروبية في لندن ورؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام البريطانية والدولية وكبار الاختصاصيين في شؤون الازياء. وحضور عقيلة نائب رئيس الوزراء السيد جون بريسكوت إلى عرض خاص لأزياء 27 مصمماً ومصممة من جميع دول الاتحاد الأوروبي. وقد أقيم العرض الاحتفالي في خيمة كبيرة نصبت في حدائق متحف التاريخ الطبيعي في لندن مساء أول من أمس. وافتتح الحفلة وزير الدولة للشؤون الأوروبية دوك هندرسون، ووزير الثقافة والرياضة كريس سميث. ورحب الوزير هندرسون بالمدعوين الذين ضاقت بهم الخيمة الفخمة. وقال: "خلال فترة ترؤسنا للاتحاد الأوروبي أردنا أن نجمع شبابنا الأوروبي معاً، للتعاون والتشاور والابداع، ايماناً منّا بأن مستقبل أوروبا يعتمد على نشاطهم وحيويتهم وابداعهم. واني آمل من كل قلبي أن يأتي هذا العرض كمثال حي على نجاح صناعة الأزياء الأوروبية، ونجاح شبابنا. وأنا اعتبر عرض الليلة بمثابة "مقبلات" لأسبوع الأزياء الذي تقدم فيه 138 داراً للأزياء 55 عرضاً"، بدأ أمس في حضور وزير العلوم والطاقة الصناعية البريطاني جون باتل وحشد من الاعلاميين وعشاق الموضة. اخرج العرض الذي استمر ساعة نيكولاس ميلار وكامرات كاخاري وتهادت العارضات المبتدئات على صوت الموسيقى وفي ظل اضاءة رائعة. ورافقت كل واحدة منهن عند ظهورها صور علم بلادها التي كانت تظهر على شاشة تلفزيونية كبيرة. الأزياء التي عرضت بدأت بالعارضة النمسوية سوزان بيتروفسكي ثم تبعتها عارضات الأزياء البلجيكية والدانمركية والفنلندية والفرنسية والألمانية، ثم عارضات من ايرلنداوايطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والبرتغال واسبانيا والسويد وأخيراً من بريطانيا. وكانت الأزياء التي عرضت في مجملها تحمل خطوط الموضة العادية البسيطة السائدة في أوروبا. وقد ظهرت فيها المرأة أحياناً غير مبالية كثيراً بأصول الحشمة والحياء، وكأن المصمم أراد أن يقول إنه مع حرص المرأة الأوروبي على قواعد الاناقة. لكن ذلك يجب أن لا يتم على حساب حريتها ومزاجها. ونتيجة للحرص على الحرية أبرزت الأزياء التي عرضت محاسن الجسد وأسرفت في استخدام الأقمشة الشفافة. وحظي الرجل بنصيب في العروض التي قدمت. وبدت ازياؤه غير متناسقة ولا تقليدية. ونسي بعضها أبسط قواعد الاناقة، فإذا هي أقرب ما يكون إلى شرشف السرير أو سترة رجال الفضاء، وإذا هي توحي بأن الذي يرتديها قد خاصم مكواة المصبغة. وبرزت بين المصممين الذين مثلّوا ايطاليا انطونيا ماراس التي جاءت بأزيائها المرقعة لتبرز حلاوة وروعة العمل الفني المتسم بالحشمة. وجاءت رائعة أيضاً تصاميم السهرة للايطالية جيكوليا كوريل التي ذكرتنا بالمرأة التي تحرص على ان تبرز معالم انوثتها وجمالها وأناقتها في ساعات المساء. وبدا المصممون الفرنسيون متأثرين إلى حد كبير بالقصات والخطوط اليابانية، فيما برز مصمم الأزياء الاسباني ديوس باتيغا بأزيائه المرحة على عكس أزياء المصمم الالماني درجا ريتمز التي اتسمت بالغرابة، إذ أنه استخدم أصول الصور الفوتوغرافية "نيغاتيف" بالأسود والأبيض في تصميم الأزياء والقبعات. وقدم المصمم البريطاني جوليان ماكدونالد أزياء من الصوف الخالص. بعد انتهاء العرض دعت وزارة الخارجية ومجلس الأزياء المدعوين إلى حفلة استقبال في القاعة الكبرى للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي.