صرح وزير الداخلية المغربي ادريس البصري بأن حكومة بلاده متمسكة بمنظورها الذي يركز على اقامة علاقات متكافئة بين المغرب وبلدان الاتحاد الأوروبي في مواجهة الهجرة غير المشروعة. وأوضح لپ"الحياة" ان هذا التوازن يراعي الجهود المبذولة والامكانات المتاحة، في اشارة الى عدم قدرة المغرب وحده على مواجهة الظاهرة. ورأى ان الحكومة الايطالية تدعم هذا التوجه. وشكل موضوع مواجهة الهجرة غير المشروعة محور محادثات اجراها الوزير المغربي مع نظيره وزير الداخلية الايطالي جيورجيو نابوليتانو امس في الرباط، توجت بإبرام اتفاقات للتعاون في مجالات محاربة المخدرات والجريمة المنظمة والهجرة غير المشروعة. وقال الوزير البصري لدى رصده الجهود التي تبذلها بلدان الاتحاد الأوروبي لدعم المغرب في تنمية المحافظات الشمالية، كونها تعتبر مركزاً لزراعة الحشيشة، "ان افضل دعم نلقاه من الشركاء الأوروبيين يأتي من ايطاليا". وتندرج زيارة الوزير الايطالي في نطاق تكثيف الجهود بين المغرب وبلدان الاتحاد الأوروبي لمحاربة الهجرة غير المشروعة وتنسيق العمل ضد الجريمة وتجارة المخدرات. وقال نابوليتانو ان هذه المهمة تحتاج الى مزيد من الجهد نظراً للأبعاد التي تتخذها تحركات بارونات المخدرات والارهاب، سواء على الصعيد الثنائي او على مستوى جماعي ضمن منظومة البلدان الأورو - متوسطية. وقال ان اكبر جالية في ايطاليا تضم المغاربة الذين يقدر عددهم ب 130 الفاً، وان القوانين المنظمة لمحاربة الهجرة غير المشروعة لن تطاول المقيمين بصفة قانونية. وكانت هذه البلدان ابرمت اتفاقات ركزت على التنسيق الأمني وتسليم المتابعين قضائياً وتكثيف المشاورات لمناهضة هذه الظواهر، بيد ان بلدان الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، وفي مقدمها المغرب يتمنون على الشركاء الأوروبيين دعماً اكبر على قضايا التنمية الشاملة، وليس على الجوانب الأمنية فقط. على صعيد آخر، يواصل موفد الأمين العام للأمم المتحدة السفير تشارلز دانبار زيارة الى منطقة شمال افريقيا لتحريك المساعي التي تبذلها الأممالمتحدة لاجراء الاستفتاء في الصحراء بخاصة في ضوء ظهور صعوبات جديدة امام لجنة تحديد الهوية. وسيبدأ اليوم زيارة الى الجزائر يلتقي خلالها مع الرئيس اليمين زروال، وكذلك وزير الخارجية احمد عطاف. وكان اجرى في وقت سابق محادثات مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني ووزير الداخلية ادريس البصري في الرباط. ونُقل عنه القول في اعقاب اجتماعه مع قياديين في جبهة "بوليساريو": "سأبذل قصارى جهدي لترتيب استفتاء يتسم بالامانة والعدالة والشفافية في الصحراء". بيد ان وزير الداخلية المغربي ادريس البصري اتهم في مقابلة مع صحيفة "أ. ب. س" الاسبانية بعض اعضاء المينورسو بالتواطؤ مع "بوليساريو". وقال "لدى المغرب شكوك تستند الى ادلة ثابتة في ان بعض اعضاء بعثة الأممالمتحدة متواطئون بشكل كبير، ومتعاطفون مع طروحات بوليساريو". وأضاف ان المغرب يشترط شفافية يومية في التحضير لعملية استشارة السكان المتحدرين من اصول صحراوية "ولن يقبل الاستفتاء في حال لاحظ ان حق التصويت بالنسبة للصحراويين ينتهك بشكل منظم". وقال صحراويون من قبائل عدة ان عمليات التسجيل في القوائم تجري وفق انتقائية تحول دون مشاركة كافة الرعايا المتحدرين من اصول صحراوية من المشاركة في الاقتراع. وترجح المصادر في حال استمرار هذه الصعوبات ان يتخذ التعاطي وخطة الاستفتاء، وبالذات عمليات تحديد الهوية، ابعاداً جديدة تهدد بتعليق العمليات الى حين ظهور مؤشرات مشجعة، تكفل تنفيذ الالتزامات التي تضمنتها اتفاقات هيوستن، وبخاصة احترام المعايير التي اقرتها الأممالمتحدة لتسجيل السكان المتحدرين من اصول صحراوية في قوائم الاقتراع. على صعيد آخر، دعا تنظيم طالبي الى اطلاق الطلاب المعتقلين في مواجهات أخيرة عرفها بعض الجامعات المغربية. ودعت لجنة منبثقة عن "الاتحاد الوطني للطلاب" في اعقاب اجتماع تنظيمي في الجديدة، جنوبالدار البيضاء، الى دعم الجهود الرامية الى استكمال الهرم التنظيمي لفصيل طلابي، ضمن توجه يهدف الى توحيد العمل النقابي في الجامعات. وكان بيان أصدره فصيل "طلبة الوحدة والتواصل" في جامعة فاس دعا الى مواجهة أعمال العنف التي يعرفها بعض الجامعات واجراء تحقيق قضائي للكشف عن المتورطين فيها.