لم يكن إسقاط المظلات والمناورات الجوية التي شهدتها سماء مدينة الأقصر الثلثاء الماضي جزءاً من عملية حربية أو مرحلة في مشروع تدريب عسكري، بل هو عرض احتفالي اقيم في اطار احتفالات مصر بالعيد القومي للطيران المصري الپ68. وربط البعض بين ما يحدث، وبين المناورات الأميركية لضرب العراق، في ضوء الفزع الذي كان بادياً على وجوه ربات المنازل في قرى الضفة الغربية للأقصر. لكن الصغار كانوا يتابعون مناورات الطيارين وقفز المظليين في فرح وانبهار طفولي جميل. أما أفواج السيّاح من المصريين والأجانب، فتحلقوا حول معبد الأقصر الأثري الذي شهد عمليات الانزال الجوي بالمظلات. وانشغل سيّاح آخرون في تسجيل العروض البهلوانية للطائرات الشراعية والمروحية والخفيفة وطلعاتها البطولية فوق مياه النيل. وكان طبيعياً أن يفزع أهالي الأقصر بحجة أن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها مدينتهم على مدى تاريخها الطويل مثل تلك العروض، وتعد هذه المرة الأولى - أيضاً - التي تقام فيها احتفالات عيد الطيران في مصر خارج القاهرة. وشهد الاحتفال، الذي يواكب مرور 68 عاماً على وصول أول طيار مصري محمد صدقي بطائرته إلى مصر في 26 كانون الثاني يناير 1930 آتياً من برلين، الطيّار الدكتور مدحت محمد عرفة رئيس قطاع الطيران المدني في مصر واللواء عبدالفتاح كاطو رئيس هيئة الطيران المدني المصرية واللواء سلمى سليم رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر ومحافظو الصعيد، وشملت فعاليات الاحتفال الذي اقيم على شاطئ النيل عروضاً فنية وفولكلورية، اضافة الى عروض لحملة الأعلام والكشافة والمرشدات وأندية الطيران المصرية.