تزينت الأشجار على جانبي الشوارع وواجهات الفنادق بالأضواء واكتست عاصمة الثقافة العربية مدينة الأقصر بمظاهر الاحتفال بحلول العام الجديد، لكن في الأجواء حسرة بسبب انخفاض أعداد الفرق المصرية للفنون الشعبية المصرية على رغم ارتفاع نسبة الإشغال السياحي في الأقصر التي تمتاز بليالي السمر وما تشهده من عروض فولكلورية تحكي عن الأساطير الشعبية منذ العصر الفرعوني في مصر القديمة. وتحظى الحفلات والعروض في فنادق الأقصر بإقبال كبير من السياح، وفق المدير العام لأحد الفنادق الفخمة في الأقصر محمد الهادي الذي يقول: «لجأت المطاعم السياحية والفنادق الثابتة والعائمة إلى الاستعانة بفرق روسية وصينية لإحياء حفلات رأس السنة 2018، بسبب صعوبة العثور على فرق مصرية للفنون الشعبية لتقديم حفلة وفق برنامج الفندق. واضطر مسؤولو الفنادق إلى إرجاء الحفلات إلى الوقت الذي يتناسب مع مواعيد بعض الفرق المصرية، نظراً إلى ارتباطها بإحياء أكثر من حفلة في الليلة الواحدة». وتُعد فرقة الفنان المصري محمود رضا الشهيرة بفرقة رضا الاستعراضية للفنون الشعبية، رائدة في تقديم هذا النوع من الفن الاستعراضي في العالم العربي، إذ تكونت في خمسينات القرن الماضي وعُدت الفرقة الأولى للفنون الشعبية في مصر. وشهدت الأقصر التي تضم بين جنباتها عشرات الفنادق في البر الشرقي من نهر النيل إقامة حفلات عدة لفرقة رضا، واستضافت الفنادق في برها الغربي، إلى جانب قرابة 200 من الفنادق العائمة والبواخر السياحية التي تنتظم رحلاتها ما بين الأقصر وأسوان، عروضاً لفرق مصرية تقدم الفنون الشعبية. ويقول الخبير السياحي محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحي في الأقصر، إن سلطات المدينة وإقليمها الثقافي التابع لهيئة قصور الثقافة المصرية، شرعت في إحياء الفنون التراثية، وعروض الفولكلور الشعبي، في إطار السعي إلى تنويع المنتج السياحي وجذب مزيد من السياح لزيارة معالم المدينة الفرعونية، وزيادة أعداد الليالي السياحية، مثل إقامة مهرجان قومي للعبة التحطيب المصرية القديمة، واستقطاب فرق الفنون الشعبية من مختلف المحافظات المصرية، لتقديم عروضها للمصريين والسياح في ساحات أقيمت في رحاب معابد الفراعنة.