وجه الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنادزه أمس الثلثاء اتهاماً ضمنياً الى روسيا بالضلوع في محاولة اغتياله التي أدت الاثنين الى قتل 3 أشخاص بينهم أحد المهاجمين واصابة 4 بجروح، لكن موسكو نفت ضلوعها في الاعتداء واستنكرته. وعقد البرلمان اجتماعاً طارئاً وجهت خلاله اتهامات الى موسكو بالتورط في الحادث وتقرر تطويق القواعد العسكرية في الجمهورية واجراء تحقيق فيها. وجرى الهجوم مساء الاثنين اثناء مرور موكب الرئيس حيث قامت مجموعة من 15 شخصاً باطلاق النيران من "آر. بي. جي" والرشاشات وألقت القنابل اليدوية، وأصيبت سيارة "المرسيدس" المصفحة التي كان يستقلها شيفاردنادزه باضرار إلا أنه لم يجرح. وأثناء تبادل اطلاق النار قتل أحد المهاجمين فيما قتل واحد من حراس شيفاردنادزه وكان يعد من أبرع رجال الأمن وهو الذي انقذ الرئيس الجورجي أثناء محاولة الاغتيال السابقة التي تعرض لها صيف 1995، اذ أخرجه من سيارته المحترقة قبل انفجارها. وظهر شيفاردنادزه على التلفزيون بعد منتصف الليل ليؤكد أنه "نجا بمعجزة والمعجزات بمشيئة الخالق"، وأكد ان القائمين بالعملية كان هدفهم "ليس تصفيتي فقط بل تفجير جورجيا كلها". وقال "ليس من قوى في جورجيا قادرة على ارتكاب عمل مماثل. وبات معلوماً أن القتيل الذي سقط من المجموعة المهاجمة مواطن في دولة أخرى. نحن أمام ارهاب دولي. ان اقامة منفذ محاولة الاعتداء السابق في موسكو وتمتعه بالامتيازات كافة تشكل حافزاً للارهاب". وعن أهداف الجناة قال شيفاردنادزه "ان لها علاقة على نحو ما بأنابيب النفط". ومعروف ان جورجيا كانت اقترحت "خطاً بديلاً" يمر عبر أراضيها لنقل النفط من بحر قزوين الى البحر الأسود وتركيا ما أثار غضب موسكو التي كانت أصرت على مرور الأنابيب في أراضيها. ولم يخف الكرملين استياءه من التقارب الشديد بين تبليسي وواشنطن واحتمال ضغط جورجيا لتصفية القواعد الروسية الموجودة في أراضيها. والى ذلك فإن تبليسي تتهم موسكو صراحة بدعم الانفصاليين الابخازيين. وقرر البرلمان الجورجي امس تطويق المطارات والقواعد العسكرية الروسية واجراء تحقيق فيها. وذكر عدد من النواب ان المجموعة التي قامت بالعملية نقلت جواً اثناء الليل الى خارج حدود جورجيا بطائرة خاصة انطلقت من مطار عسكري روسي يبعد 30 كيلومتراً عن العاصمة. وأكد رئيس البرلمان زوراب جفانيا ان وراء الحادث "اياد أجنبية" ولكنه ذكر ان مجلس النواب "لم يؤكد بشكل قاطع" تورط روسيا. وأصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً نفت فيه تورطها في الحادث وذكرت ان الاتهام الموجه الى موسكو قد يؤدي الى "تعقيد" في العلاقات وشددت على انها ترفض "أي عمل احادي الجانب" ازاء القواعد العسكرية الروسية. وفي روما أعلن الرئيس الروسي بوريس يلتسن الذي يزور ايطاليا انه "ساخط" بسبب محاولة الاغتيال وأعرب عن "التضامن والدعم" لنظيره الجورجي الذي كان زميلاً له في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي سابقاً. ومن جانبه أشار وزير الداخلية الروسي أناتولي كوليكوف الى أنه كان أبلغ نظيره الجورجي قبل ثلاثة أشهر معلومات عن التحضير لاغتيال شيفاردنادزه، وقال انه لا يستبعد مشاركة شيشانيين فيها. وعثر لدى المهاجم القتيل على جواز سفر باسم وسام الدين جانغلييف وكشف ان شيشانياً بهذا الاسم يسكن في داغستان لكنه اختفى قبل شهرين. وذكرت الداخلية الجورجية ان أحداً لا يمكن ان يشارك في عملية من هذا النوع ويحمل وثائق حقيقية وأشارت الى أنه قتل برصاصة في الظهر ما يرجح ان زملاءه تخلصوا منه ل "تمويه" الآثار.