القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب - بدت قبضة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على حزب ليكود آخذة في الضعف أمس بعد أن لمح اثنان من زملائه في الحكومة الى انه ربما يخسر تأييدهما في الانتخابات المبكرة المقررة يوم 17 أيار مايو المقبل. وانتقد وزير الدفاع اسحق مردخاي الذي يأتي على رأس قائمة استطلاعات الرأي لأكثر الوزراء شعبية في اسرائيل اسلوب نتانياهو في معالجة تحركات السلام مع الفلسطينيين وقال انه متردد في شأن مستقبله السياسي في الحزب اليميني. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون اعلن ليل الاثنين - الثلثاء انه لا يستبعد ان يترشح الى منصب رئيس الوزراء، بعدما دعا الاحد الى الوقوف وراء رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. وقال شارون في تصريح للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي: "في ظروف خاصة، لا استبعد ان اترشح الى منصب رئيس الوزراء". ورفض شارون الكشف عن طبيعة هذه "الظروف". واكتفى بالقول "سأترشح اذا ما ارغمتني الظروف على ذلك". وكان لهذه التصريحات وقع المفاجأة اذ ان شارون كان اعلن الاحد امام اللجنة المركزية لتكتل ليكود، حزبه وحزب نتانياهو، انه لا يريد ان يصبح رئيساً للوزراء. ودعا ايضا الى "الاتحاد وراء بنيامين نتانياهو الوحيد القادر على الفوز في الانتخابات" معرباً في الوقت نفسه عن بعض التحفظات عن طريقته في تسيير الامور. وبعدما انتقد طويلاً "النقص في صدقية" نتانياهو، اقترب شارون من رئيس الوزراء بعد تعيينه وزيرا للخارجية في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وقال مردخاي لاذاعة الجيش الاسرائيلي أمس عندما سئل ان كان يقترب من قراره المتوقع على نطاق واسع في شأن نواياه السياسية "انني أفكر". وقال "في ما يتعلق باليوم أنا رجل ليكود. وإذا توصلت الى نتيجة مختلفة سوف أعلن ذلك". وقال انه عقد سلسلة اجتماعات مع الزعماء من كل التيارات السياسية في اسرائيل لكنه أضاف ان أي قرار يتخذه سيأخذ في الاعتبار مسؤولياته الملحة كوزير للدفاع. وأضاف ان نتانياهو اخطأ بتعليقه اتفاق واي ريفر للسلام مع الفلسطينيين وقال ان من المهم ان يبقي الطرفان على الاتصالات في موسم انتخابات تسوده الشكوك. وعندما سئل مردخاي عن رأيه في شأن تجميد نتانياهو اتفاق واي ريفر قال: "اعتقد انه كان بالامكان ان تسير الأمور بطريقة مختلفة للتأكد من ان الفلسطينيين ينفذون تعهداتهم في الاتفاق". وزاد ان من المهم ان تبذل الحكومة قصارى جهدها للتأكد من ان الجانبين ينفذان تعهداتهما التي وردت في الاتفاق لكنه أضاف ان الانتخابات جعلت احتمالات تحقيق تقدم "أمراً صعباً لكنه غير مستحيل". وسئل مردخاي ان كان يشعر بأن نتانياهو مناسب لأن يصبح رئيساً للوزراء فرد بقوله: "انني أعمل وزيراً للدفاع في الحكومة. والتقي مع رئيس الوزراء غالباً". وتوقع معلقون سياسيون ان ينسحب مردخاي وينضم الى امنون شاحاك رئيس الأركان السابق للجيش القادم الجديد للساحة السياسية في حزب وسط جديد". وقال مردخاي انه يرحب بدخول دان ميريدور المنشق على ليكود وزئيف بنيامين بيغن الى السباق على رئاسة الحكومة وقال انه ارسل باقة ورود عندما تقاعد شاحاك من الجيش ليلقي بقبعته في الساحة السياسية. وفي تطور آخر في الخريطة السياسية لاسرائيل التي تتغير بسرعة لمح وزير الخارجية السابق ديفيد ليفي الى انه قد يتعاون مع ايهود باراك زعيم حزب العمل المعارض في محاولة الأخير لاطاحة نتانياهو. وقال عوزي لاندو عضو الكنيست عن حزب ليكود انه قد ينافس نتانياهو داخل حزبه.