أعربت مصادر نفطية خليجية عن قلقها ازاء تزايد خرق معدلات الانتاج من النفط الخام التي التزمت بها دول منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في حزيران يونيو الماضي. ولفتت المصادر الى ان نسبة الالتزام بتخفيضات الانتاج المتفق عليها تراجعت من تشرين الثاني نوفمبر الماضي الى 70 في المئة بعد ان وصلت في تشرين أول اكتوبر الى اكثر من 93 في المئة. واتفقت "أوبك" في حزيران يونيو الماضي على تخفيض الانتاج بمقدار 2.6 مليون برميل يومياً لدعم اسعار النفط. ولم تنجح "أوبك" في اجتماع عقدته الشهر الماضي في فيينا في تمديد هذا الاتفاق حتى نهاية سنة 1999 أو اجراء تخفيضات جديدة، وأرجأت اتخاذ قرار بهذا الشأن الى اجتماع مقبل ستعقده في آذار مارس المقبل. وقال مصدر مسؤول في "أوبك" لپ"الحياة" ان اجتماع آذار في ضوء هذه التطورات سيكون "صعباً" وذلك نتيجة اتساع الخروقات الانتاجية من جانب بعض دول "أوبك". وقالت مصادر نفطية خليجية ان عدم التزام ايران تعهداتها بتخفيض انتاجها نحو 300 ألف برميل يومياً من مستوى انتاجها الفعلي المتفق عليه في اجتماع حزيران ما زال يشكل المشكلة الرئيسية امام "أوبك" لتنفيذ الاتفاق الكامل أو الوصول الى اتفاق جديد لخفض الانتاج. وقالت ايران ان انتاجها الفعلي يبلغ 3.9 مليون برميل، وهي ملتزمة بتخفيضه الى مستوى 3.6 مليون برميل يومياً، وتطالب باجراء تخفيضات جماعية جديدة في اطار "أوبك" بمعدل 1.5 مليون برميل يومياً. وأضافت المصادر ان التحسن الحالي في اسعار النفط "موقت" ويعود لانخفاض درجة الحرارة في الولاياتالمتحدة الاميركية، ولفتت الى ان مناطق العالم الأخرى وخصوصاً في أوروبا ما زالت تتمتع بطقس دافئ نسبياً ولا يمكن ان يشكل ذلك دافعاً قوياً نحو توقعات بارتفاع كبير في الطلب العالمي على النفط. وذكرت ان الوضع الراهن في السوق النفطية يتطلب عقد اجتماع طارئ لمنظمة "أوبك" غير ان انعقاده في شهر رمضان المبارك مسألة مستبعدة وعلينا الانتظار حتى نهاية شهر الصوم. وقالت المصادر ان استمرار تحسن الاسعار بمعدل دولار الى دولارين بسبب برودة الطقس سيكون عاملاً مهماً في اعطاء "أوبك" القدرة على الانتظار حتى اجتماع آذار المقبل وإلا فسيكون عليها الاسراع في عقد اجتماع استثنائي. وستكون المهمة الأساسية امام أي اجتماع طارئ أو عادي تعقده "أوبك" هو تمديد اتفاق حزيران الماضي حتى نهاية 1999. وأضافت المصادر ان أربع دول خليجية أساسية في "أوبك" وهي السعودية والامارات والكويت وقطر ستتبنى رسمياً في الاجتماع المقبل الدعوة لتحديد الإتفاق. مستندة في ذلك الى قرار اتخذته القمة الخليجية في التاسع من الشهر الجاري في أبو ظبي بتمديد التخفيضات الانتاجية المتفق عليها حتى نهاية السنة المقبلة. ولفتت المصادر الى وجود مؤشرات ايجابية نحو نجاح "أوبك" في تمديد اتفاق حزيران الماضي حتى نهاية 1999. وقالت ان السعودية نجحت في اجتماع عقدته مع فنزويلا والمكسيك اخيراً في مدريد في اقناع فنزويلا بالموافقة على تمديد الاتفاق. ويشكل اتفاق الدول الثلاث التي تعرف بپ"مجموعة الرياض" احدى الآليات المهمة التي برزت منذ بداية هذه السنة لبلورة اتفاق تأخذ به "أوبك" وتؤيده دول اخرى من خارجها.