أبدى زعيم حركة "طالبان" ملا محمد عمر ارتياحه الى مناخ ايجابي يسود العلاقات بين حركته وطهران، وقال ان ايران "تحسن لهجتها ازاءنا". وجدّد زعيم "طالبان" في حديث الى "الحياة" في مقر اقامته في قندهار امس، رفضه مقايضة اسامة بن لادن باعتراف اميركي بحكومة حركته. واعترف بصعوبة مكافحة زراعة المخدرات في بلاده "لأن الناس تواجه متاعب اقتصادية والأمم المتحدة لا تساعد" في ايجاد بدائل. وأكد محمد عمر رفضه توسيع حكومة "طالبان" لتضم من وصفهم بپ"زعماء الحرب". وقال انه سيكون سعيداً اذا تم تصدير نموذج "طالبان" الى دول اخرى. ونفى ان يكون لدى الحركة مقاتلون في اماكن اخرى من العالم مثل كشمير. وعن مطالبة اميركا بتسليمها ابن لادن الذي تتهمه بأنه وراء تفجير سفارتيها في افريقيا في آب اغسطس الماضي، شرطاً للاعتراف بحكومة الحركة، قال محمد عمر ان "موضوع الاعتراف الرسمي بالامارة الاسلامية منفصل اصلاً ولا يتعلق على الاطلاق بأسامة بن لادن الذي سيكون التعامل معه كالسابق، وسيبقى عندنا كضيف ولن يسمح له بأي نشاط ضد دولة اخرى انطلاقاً من افغانستان. ولا نية لدينا لتسليمه لأي دولة لأنه لا توجد اتفاقات او معاهدات في هذا الشأن". وأبدى زعيم "طالبان" معارضته انضمام قادة المعارضة الافغانية الذين وصفهم ب "زعماء الحرب" الى حكومة الحركة التي قال انها "ضمت منذ تشكيلها، ممثلين عن الشعب كله اختيروا على اساس الكفاءة الشخصية من اجل خدمة البلاد في شكل أفضل". واتهم "القادة السابقين للمجاهدين" بأنهم "يأتمرون بأوامر الاعداء ولم يردوا حتى الآن على رسائلنا السلمية وقرار العفو" الذي اصدرته "طالبان" بحق من يبايع زعيمها. ونفى ما تردد عن ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي طلب مقابلته، معتبراً ان "ايران غير مستعدة حتى الآن للمفاوضات لكن لهجتها تتحسن في شكل عام تجاهنا". وقال ان "الامارة الاسلامية في افغانستان، تملك دائماً نيات صادقة تجاه الجميع". وسئل عن العلاقات المستقبلية مع دول مثل روسيا ودول آسيا الوسطى فأجاب: "موضوع روسيا مستقل عن الدول المجاورة الاخرى التي نسعى الى توطيد العلاقات معها". ونفى وجود أي من اتباعه في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند التي كانت اتهمت "طالبان" بالمشاركة في القتال ضد قواتها هناك. وأبدى محمد عمر استعداد حركته لتمتين العلاقات مع الدول والحركات الاسلامية. وقال: "نؤمن بأن الأساس هو الأخوة الاسلامية المتبادلة ونحن مستعدون للتعاون" في هذا الاطار. وعما يتردد عن رغبة الحركة في تصدير نموذجها الى الخارج، قال: "كان الهدف من الجهاد الافغاني اقامة الحكومة الاسلامية في افغانستان، ولو اقيمت هذه الحكومة في أي دولة اخرى سيكون ذلك رمزاً لسعادتنا". ورحب باعلان رئيس الوزراء الباكستاني تطبيق نظام عدلي في بلاده على غرار "طالبان" وأضاف: "نلمس النجاح والفوز في تطبيق النظام الالهي على أرض الله عز وجل، ونتمنى التوفيق لكل الدول الاسلامية بأن تجعل الشريعة الاسلامية قانوناً عملياً لحل مشاكلها الحياتية والمعيشية". ونفى زعيم الحركة وجود أي خلافات او انشقاقات في صفوفها، وما تردد عن عزل رئيس المجلس الانتقالي ملا محمد رباني، وقال: "هذه دعايات كاذبة ومشبوهة من جانب اعداء الاسلام".