واشنطن - أ ف ب - حدد الرئيس بيل كلينتون في بيانه الذي أعلن فيه وقف الضربات العسكرية للعراق، أربعة عناصر لاستراتيجية ستتمسك بها واشنطن في التعامل مع بغداد، مشدداً على امكان العودة الى الخيار العسكري. وقال ان اميركا ستبقي "وجوداً عسكرياً قوياً" في الخليج، وتتمسك بالحظر الدولي، لافتاً الى ضرورة عودة فرق التفتيس التابعة لپ"اونسكوم" شرط ان يقدم العراق تأكيدات بالتعاون الكامل معها. وجدد كلينتون استعداده لدعم "قيادة جديدة في بغداد" والعمل مع مجموعات المعارضة. وفي ما يأتي المقاطع الرئيسية من اعلان الرئيس الاميركي انتهاء الضربات العسكرية التي استمرت سبعين ساعة: "الأربعاء، امرت قواتنا المسلحة بضرب أهداف عسكرية واستراتيجية في العراق. وساندتها قوات بريطانية.، وهذه العملية انتهت الآن وفقاً لخطتنا لسبعين ساعة. وقد أبلغني مستشارو الأمن القومي الآن النتائج، وهي أولية، ولكن يمكنني القول لكم ببضع كلمات أسباب عملنا، وما أنجزناه وكذلك أهدافنا المقبلة. بدأنا بهذه الفكرة الجوهرية: يجب ألا نسمح لصدام حسين بتطوير أسلحة نووية وغازات سامة وأسلحة بيولوجية أو أي وسيلة لإطلاقها، فهو كان استخدم مثل هذه الاسلحة ضد جنود ومدنيين بمن فيهم شعبه، ولا يساورنا أدنى شك في انه سيكرر ذلك لو تركناه من دون مراقبة. ... ومند سبع سنوات ونيف أنجز مفتشو الأممالمتحدة لنزع الأسلحة عملاً رائعاً بإرغام صدام على كشف وتدمير اسلحته وصواريخه التي كان يصر على أنها ليست موجودة. ولكن خلال العام الماضي سعى صدام وفي شكل متكرر الى نسف نظام التفتيش. وفي كل مرة وبفضل جهود ديبلوماسية مكثفة مدعومة بالتهديد بشن عمل عسكري، كان صدام يتراجع. عندما فعل ذلك الشهر الماضي كنت واضحاً جداً في قولي انه اذا لم يتعاون هذه المرة في شكل كامل مع "أونسكوم" سنتحرك بسرعة كبيرة ومن دون انتظار. وخلال ثلاثة أسابيع امتحن المفتشون التزام صدام بالتعاون، واوقفوا بصورة متكررة على الطرقات عند نقاط مراقبة وضاعفوا القيود وبعضها جديد. وكما استنتج رئيسهم ريتشارد بتلر في تقريره الى الاممالمتحدة الثلثاء الماضي لم يعد المفتشون قادرين على مزاولة عملهم، فرأيت ان الوقت حان لوضع حد لخداع صدام ولهوه. أهداف هذا التحرك العسكري كانت واضحة: القضاء على برنامج أسلحة الدمار الشامل وانظمة الإطلاق المرتبطة بها وكذلك القضاء على قدرته صدام على مهاجمة جيرانه. أما الحصيلة المفصلة لعمليتنا فستأخذ قسطاً من الوقت. ولكن استناداً الى المعلومات التي تلقيتها، فإنني واثق بأننا انجزنا مهمتنا. اذ ألحقنا أضراراً كبيرة ببرنامج صدام لأسلحة الدمار الشامل وبنى القيادة التي تدير هذه القدرة وتحميها، وبنيتها العسكرية والأمنية. وطالما صدام في السلطة سيظل يشكل تهديداً لشعبه والمنطقة والعالم. لذلك يجب ان نتبع مع حلفائنا استراتيجية لاحتوائه وكبح برنامجه الخاص بأسلحة الدمار الشامل، مع العمل للوصول الى اليوم الذي سيتمتع فيه العراق بحكومة راغبة في العيش في سلام مع شعبها وجيرانها. واسمحوا لي بأن أعرض لكم عناصر هذه الاستراتيجية. أولاً، سنحافظ على وجود عسكري قوي في المنطقة وسنبقى مستعدين للاستعانة به اذا حاول صدام اعادة بناء أسلحة الدمار الشامل، أو ضرب جيرانه أو تحدي الطائرات الحليفة أو هاجم الأكراد. وسنواصل فرض احترام مناطق الحظر الجوي في ضواحي بغداد وشمالها وجنوبها حتى الحدود الكويتية. ثانياً، سنبقي العقوبات، من أطول العقوبات في تاريخ الاممالمتحدة. اذ كلفت صدام حتى اليوم اكثر من 120 بليون دولار، وهي موارد كانت ستصرف على اعادة بناء جيشه. وفي الوقت نفسه سندعم استمرار برنامج "النفط للغذاء" الذي يوفر سنوياً أكثر من 10 بلايين دولار لشراء الاغذية والأدوية ومساعدات انسانية أخرى اساسية للشعب العراقي. ثالثاً، سنرحب بعودة "أونسكوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية الى العراق لمتابعة مهمة الاممالمتحدة شرط ان يتخذ العراق أولاً تدابير واضحة وملموسة وايجابية لتأكيد أنه سيتعاون كلياً مع المفتشين. واذا لم يسمح لپ"أونسكوم" باستئناف عملها في شكل طبيعي سنبقى متيقظين مستعدين للجوء الى القوة إذا لاحظنا ان العراق يعيد بناء برنامجه التسليحي. وعلى المدى الطويل، فإن أفضل طريقة لوضع حد للتهديد الذي يمثله صدام بالنسبة الى شعبه هي ان تكون للعراق حكومة مختلفة. وسنكثف التزامنا لدى مجموعات المعارضة العراقية وسنكون مستعدين لمساعدة قيادة جديدة في بغداد تتمسك بالتزاماتها الدولية وتحترم حقوق شعبها"