أعلن الرئيس بيل كلينتون أن الزمام مع العراق قد يفلت عاجلاً أم آجلاً، اذا لم تلتزم بغداد قرارات مجلس الأمن وتسمح للمفتشين الدوليين بالعمل بحرية وزيارة كل المواقع العراقية التي يختارونها. وأعرب عن الأمل بأن يتم اقناع الرئيس صدام حسين بتغيير موقفه، وبأن يفتح كل المواقع أمام فرق التفتيش التابعة للجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل اونسكوم. وكان الرئيس الأميركي يتحدث في مقابلة بثتها ليل الأربعاء شبكة "بي. بي. اس" التلفزيونية الأميركية وأشار الى أن الأنباء عن نتائج مهمة رئيس اللجنة ريتشارد بتلر "سيئة" وأنه يبدو ان العراقيين يريدون الانتظار الى آذار مارس المقبل قبل بت مسألة فتح المواقع أمام المفتشين "ما يثير مشكلة لنا لأن علينا أن نصل الى كل شيء بسرعة، للتفتيش عن مخزون الأسلحة الكيماوية والجرثومية". وكرر كلينتون ان ما يهمه ليس احياء حرب الخليج "بل تحضير شعبنا للقرن الواحد والعشرين" و"التأكد من أن لدينا الأدوات لحماية أنفسنا من الأسلحة الكيماوية والجرثومية". وزاد انه لا يريد اسقاط أي من الخيارات المتوافرة لديه، وان الموضوع الرئيسي المطروح هو أسلحة الدمار الشامل و"لا يستطيع صدام ان يقول من وأين ومتى بالنسبة الى فرق التفتيش، لأن ذلك التفتيش يجب أن يتم عبر الاختصاصيين". وقال ان "الولاياتالمتحدة لا تتمتع باستخدام القوة بمفردها لأننا نعيش في عالم يزداد ترابطاً، ونريد أن نكون شركاء مع الآخرين لكننا مستعدون للتحرك في شكل منفرد في بعض الأحيان". وحذر من أنه إذا لم يوضع حد لانتشار أسلحة كالانثراكس "من يمنع صدام حسين من وضعها على صواريخ سكود ... ويستعملها ضد الآخرين أو يمنع الارهابيين وغيرهم من الذهاب الى بغداد والحصول على هذا السلاح". وتابع انه يفضل الأممالمتحدة والمفتشين الدوليين لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية "ولكن إذا كانوا العراقيون يعتقدون بعدم وجود ظروف نتحرك بموجبها بمفردنا فانهم مخطئون، وهذا ليس تهديداً علماً انني لا أتمتع بهذه المسائل". وأضاف انه يقول دائماً ان الولاياتالمتحدة الدولة الكبرى الوحيدة في العالم الآن، ولن يدوم ذلك طويلاً ولكن لفترة - يوجد دائماً وقت للقتل. وعلينا مسؤولية أخلاقية لاظهار ضبط النفس، ولنسعى الى شراكات وتحالفات، وقد فعلت ذلك. وزاد انه لا يريد ان يشرح لأحفاده انه تجاهل استكشاف برنامج أسلحة جرثومية وكيماوية خطيرة استعملت ضد الايرانيين والأكراد، وقال ان هذا الموضوع "مهم جداً لي". وكرر ان على العراق ان يسمح للمفتشين بالعمل بحرية، وان يتخلص من أسلحة الدمار الشامل كي يرفع عنه الحظر الاقتصادي. في موسكو نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ان تكون اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل اونسكوم وافقت على مشاركة طائرات روسية في طلعات استطلاع في أجواء العراق. وكانت وكالة "انترفاكس" نسبت الى مصادر عسكرية وديبلوماسية ان اللجنة "ردت ايجاباً" على طلب روسي في هذا الشأن. وأوضح نائب مدير الاعلام في الخارجية الروسية فاليري نيستيروشكين ان بلاده "عرضت امكاناتها" على اللجنة التي "ينبغي ان تتخذ القرار النهائي". وأضاف: "لا مبرر للاعتقاد بأن أول طلعة لطائرة روسية ستبدأ اليوم". ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الروسية ان لدى موسكو نوعين من الطائرات الصالحة للاستخدام في مهمات الرقابة الجوية، أحدهما من طراز "انطونوف 30" والثاني حديث من نوع "توبوليف 150 أو. ان"، وهذه الطائرة مزودة أربع كامرات للتصوير في وقت واحد.