دعا السيناتور ريتشارد لوغار عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الإدارة الأميركية الى الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق إذا استمر في عدم تعاونه مع المفتشين الدوليين التابعين للجنة "اونسكوم". في غضون ذلك، نفى مندوب العراق لدى الأممالمتحدة السفير نزار حمدون أن تكون في حوزة بغداد الوثائق التي طلبتها لجنة "اونسكوم"، مؤكداً وجود تعاون بين العراق والمفتشين الدوليين. وقال حمدون الذي كان يتحدث أمس والسيناتور لوغار في برنامج "هذا الاسبوع" في شبكة "اي. بي. سي"، ان الوثائق المطلوبة غير موجودة عملياً كونها "دمرت" في وقت ما بعد الحرب. وان وثيقة سلاح الطيران العراقي الأخرى موجودة وستسلم الى لجنة "اونسكوم". تفاصيل ص 4 وبدوره أعرب السيناتور لوغار عن اعتقاده أن الولاياتالمتحدة ستوجه ضربة عسكرية الى العراق خصوصاً انه بدا واضحاً ان الرئيس صدام حسين غير مستعد للتعاون مع لجنة "اونسكوم" وأنه يشكل ليس فقط تهديداً للمنطقة وانما لأمن الولاياتالمتحدة. ودعا الى اطاحة نظامه حتى ولو اقتضى الأمر تدخل القوات البرية الأميركية. يذكر ان مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر كان أعلن أمس في سيول كوريا ان لجنة "اونسكوم" عادت وطلبت من العراق تقديم المزيد من المعلومات حول أسلحة الدمار الشامل "ونأمل بأن تحصل عليها بشكل ايجابي وبسرعة". واكد العراق عشية اجتماع مجلس الامن اليوم لمناقشة الازمة الجديدة بين بغداد والمفتشين الدوليين في شأن رفضه تسليم وثائق، ان المطالبة بمزيد من الوثائق "طلب للمستحيل" و"له دوافع سياسية". واكد وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف في مؤتمر صحافي في بغداد مساء امس ا ف ب، رويترز ان اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم "تطلب المستحيل من اجل اظهار ان بغداد لا تحترم القرارات الدولية". واضاف ان العراق سلّم بالفعل 2.5 مليون وثيقة في شأن الاسلحة المحظورة "وبالتالي فإن الطلب الجديد بهذه الطريقة المصطنعة اسلوب جديد لوضع عراقيل وخلق مشاكل"، واتهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا بأنهما تقفان وراء الطلب الجديد الذي قدمه رئيس اللجنة ريتشارد بتلر ووصف الوثائق المطلوبة بأنها "وثائق وهمية". في غضون ذلك اعتبر مستشار الامن القومي الاميركي ساندي بيرغر ان اعتراضات العراق على تسليم الوثائق "غير معقولة" ودعا الى "رد ايجابي عراقي سريع" على طلب بتلر. لكن بيرغر رفض الحديث عن مهلة محددة. واتسق كلام بيرغر مع تصريحات ادلى بها الرئيس كلينتون في سيول ليل السبت ودعا فيها الى عدم المبالغة في شأن الخلاف الجديد على الوثائق، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة استجابة العراق لمطالب المفتشين. الى ذلك، انتقد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز امس الموقف العربي من التهديدات الاميركية للعراق. وقال ان "من حمّلوا العراق المسؤولية عن الازمة الاخيرة أضروا بأنفسهم وبمصالحهم الوطنية والقومية". ورأى ان "ما يهدد العراق يهدد العالم العربي كله".