كثيرة هي الأمور التي تتعلق بحياة وليم شكسبير وأعماله والتي لا تزال غامضة. لكن اهمها واكثرها تحييراً هو ما يسميه دارسوه "السنوات الضائعة". فما الذي فعله شكسبير بين 1585 حين غادر بيته وبلدته ستراتفورد اون آفون، وبين 1592 حين عاود الظهور في لندن كمشروع كاتب مسرحي متعثّر، والبعض يقول: متسلّق؟، ومن ثم كيف حقق قفزته الفنية الضخمة من مسرحياته المبكرة غير الموفّقة ك"تيتوس أندرونيكوس" الى رائعته المأسوية والرومنسية "روميو وجولييت" التي لُعبت للمرة الاولى في 1594؟ ما من احد يعرف بالتأكيد، الا أن "شكسبير في الحب" يقدم تفسيره المازج بين الحقيقة والتخيل. فشكسبير الشاب جوزيف فيانّيس كان، بحسب الفيلم، ممثلا وكاتبا مسرحيا مغموراً يكتشف صوته الشاعري من خلال علاقة عاطفية مشبوبة مع فيولا دو ليسبس: المرأة التي يتنافس جمالها وذكاؤها. أما أن تكون فيولا هذه لم توجد أصلاً، وأن تكون ممثلةٌ أميركية حاولت التحدث بلكنة انكليزية غواينيث بالترو قد أدت دورها، فهذا ما لا يبدو انه أثّر على الفيلم الذي قُصد منه ان يكون مسلياً، فيما حاول التقريب بين الحساسيات المعاصرة وبين لغة شكسبير وازمنته. جون مادّين، مخرج الفيلم، اعتبر ان ما هو "مجيد ]في عمله[ مصدره ان القليل جداً معروف عن تلك الفترة بحيث لا يقع في فخ اي نوع من انواع الحدث التاريخي". وبقي، في الاحوال كافة، سؤال النقاد: كيف يُحاكَم عملٌ أريدت منه التسلية محاكمةً تاريخية، وكيف يُحاكَم، بالتالي، عمل أراد أن يفسّر التاريخ، ولو بطريقته، محاكمة تحتل السلوى موقعاً أساسياً فيها