بلغ إحياء ذكرى مرور 400 سنة على وفاة وليام شكسبير، ذروته أمس في ستراتفورد ابون ايفون (وسط انكلترا)، حيث شارك نجوم من أوساط السينما والمسرح في تأدية بعض من أبرز مشاهد مسرحياته. وتوفي أشهر مسرحي بريطاني في 23 نيسان (أبريل) 1616، في سن الثانية والخمسين في هذه البلدة الصغيرة الواقعة في الريف البريطاني، تاركاً وراءه نحو أربعين مسرحية، منها «روميو وجولييت» و «ماكبيث» مروراً ب «هامليت»، وكلّها باتت جزءاً من التراث الثقافي العالمي. فمسرحيات شكسبير تعرض اليوم على مدار السنة في العالم بأسره بعشرات اللغات، وتُقتبس أفلاماً سينمائية وعروض أوبرا ورسوماً متحركة وقصصاً مصوّرة. ولتكريم الكاتب بطريقة تليق بموهبته الواسعة، دعا مسرح «رويال شكسبير ثياتر» الى ستراتفورد ابون ايفون، أشهر ممثلي البلاد من جودي دنش الى هيلين ميرين مروراً بإيان ماكيلين وبنيديكت كامبرباتش وجوزف فاينز. وأدى هؤلاء الممثلون أشهر المشاهد في أعمال الكاتب، في حضور ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز. ونقل العرض الذي حمل عنوان «شكسبير لايف!»، مباشرة عبر التلفزيون وفي دور سينما في أوروبا. وتمكن الزوار من اكتشاف صف الدراسة الذي ارتاده شكسبير. وهو يقع في مدرسة إدوارد السادس في مبنى تاريخي شُيّد بين 1418 و1420. وبين الجدران الأربعة لقاعة صغيرة تم ترميمها بكلفة 1,8 مليون جنيه استرليني (2,6 مليون دولار)، يعتقد أن المسرحي الشهير تلقى دروسه بين عامي 1571 و1578 في اللغة الإنكليزية والموسيقى والتعليم الديني واللغة اللاتينية. وقال مدير المدرسة بينيت كار، في تصريح إلى «بي بي سي»: «عندما أكون بمفردي في هذه القاعة، أشعر بقشعريرة». لكن يبقى الكثير من تفاصيل طفولة شكسبير غير مؤكد لغياب الوثائق الكافية، لذا لا تزال أجزاء كبيرة من حياته لغزاً. وقال وارن كينغ من الموقع الإلكتروني المتخصص «نو سويت شيكسبير»: «ليست لدينا أي تفاصيل عن طفولة شكسبير باستثناء أنه كان نجل صانع قفازات ورجل سياسي محلّي». وأضاف: «يمكن التكهن بأنه كان صبياً لامعاً يستوعب كل المعلومات والمعرفة التي توفرها المدرسة»، لتشكل أساساً لمسيرته الخارجة عن المألوف. ويتركز التكريم في ستراتفورد ابون ايفون (مقاطعة واريكشير)، إلا أن ثمة مراسم تقام أيضاً في لندن، من بينها معرض مجاني على الضفة الجنوبية لنهر التيمز بعنوان «ذي كونبليت ووك»، يضم 37 فيلماً قصيراً من عشر دقائق حول كل من مسرحيات شكسبير. وقال دومينيك درومغول، مدير مسرح غلوب الشكسبيري في لندن، الذي بني في مرحلة شكسبير وأعيد بناؤه طبق الأصل على ضفة نهر التيمز في التسعينات، أن أعماله «تتضمن مجموعة من الرموز يعرفها الجميع. ففي روميو وجولييت، نقع عل الخلافات بين العائلات، وفي هامليت على شاب مضطرب، وفي الملك لير على أب غاضب وديكتاتوري». ورأى أن «هذه الشخصيات تتوجّه الى كل واحد منا لأنها جزء منا. هذه الروايات من خلال القوة التي تحويه، تتجاوز كل اللغات».