قالت مصادر صحافية إسرائيلية إن الرئيس السوري حافظ الأسد بعث برسالتين إلى الإدارة الأميركية وتل أبيب تعهد فيهما "ضمان الهدوء" في جنوبلبنان في حال انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة. وسارع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى نفي هذه الأنباء. وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن الأسد بعث بهاتين الرسالتين عبر السفير السوري في واشنطن وليد المعلم. وأوضح المصدر ذاته أن المسؤول الأميركي الخاص بشؤون الشرق الأوسط دنيس روس التقى المعلم بناء على طلب الرئيس الأميركي بيل كلينتون للاطلاع على رأي سورية بشأن الأزمة العراقية الأخيرة، وأن المعلم استغل هذا اللقاء لتوجيه اللوم إلى الإدارة الأميركية لتجاهلها المسار التفاوضي السوري - الإسرائيلي وانشغالها بالمفاوضات على المسار الفلسطيني. وحسب الصحيفة الإسرائيلية، طلب روس من المعلم تقديم الموقف السوري في تقرير للإدارة الأميركية، وأن الأخيرة فوجئت بالرد السوري السريع الذي ورد في الرسالة. وأكد المصدر ذاته ان واشنطن بعثت بكريستوفر روس ودانيال ابراهام إلى دمشق لاجراء محادثات مع سورية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل. وأشار إلى أن الأخير، وهو ثري يهودي، يحاول منذ فترة اقناع سورية بالموقف الإسرائيلي المتمثل بالعودة إلى مائدة المفاوضات من نقطة الصفر وليس من حيث توقفت في أعقاب مقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحق رابين. ومعلوم ان سورية تؤكد أن رابين وافق على انسحاب عسكري كامل من الهضبة السورية مقابل معاهدة سلام كاملة مع دمشق. ونفى نتانياهو ما جاء في التقرير الصحافي، معرباً في الوقت ذاته عن استعداد حكومته لاستئناف "غير مشروط" لمفاوضات السلام مع سورية، المجمدة منذ ثلاث سنوات. وقال في تصريحات إلى الاذاعة الإسرائيلية: "إذا كان قد بعث إليّ برسالة، فأنا لم اتسلمها... كل ما استطيع قوله في هذا الصدد هو أن سياستنا واضحة: نحن مستعدون لاستئناف المفاوضات مع سورية، ولكننا لسنا مستعدين لقبول شروط تفرغ المحادثات من مضمونها". وتشهد الحلبة السياسية في إسرائيل منذ أيام جدلاً ساخناً حول وجوب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوبلبنان بسبب ارتفاع الخسائر البشرية في صفوفها على أيدي المقاومة اللبنانية المسلحة في الأسبوعين الماضيين، إذ ترفض المؤسسة العسكرية تنفيذ انسحاب منفرد من المنطقة التي تحتلها من دون التوصل إلى ترتيبات أمنية مع الحكومة اللبنانية، وهو ما ترفضه سورية ولبنان معاً. وتبنى نتانياهو موقف الجيش الإسرائيلي المعارض للانسحاب المنفرد من جنوبلبنان من دون الحصول على "ضمانات سورية ولبنانية رسمية" لأمن المستوطنات اليهودية الشمالية. وتعتقد إسرائيل أن سورية تقف وراء التصعيد العسكري في الجنوباللبناني لإجبارها على العودة إلى المفاوضات معها بخصوص الجولان. وقال نتانياهو "بالقطع سورية لها دور مهم في كل ما يحدث في لبنان ويمكن ان تمنعه". وكان الرئيس الإسرائيلي عيزرا وايزمن صرح أول من أمس بأن "الحل في لبنان موجود في دمشق". وأعلنت إسرائيل أكثر من مرة عن وجود قنوات تفاوضية "سرية" بينها وبين دمشق، إلا أن الأخيرة تنفي وجود مثل هذه القنوات. الى ذلك، قال مصدر برلماني اف ب ان لجنة القوانين في البرلمان الاسرائيلي تبنت امس اقتراح قانون يجعل من الصعب اعادة هضبة الجولان الى سورية او القدسالشرقية الى الفلسطينيين. وينص الاقتراح على اخضاع اي قرار باعادة ارض ضمتها اسرائيل، وهي حال الجولان والقدسالشرقية، لموافقة مزدوجة من الغالبية المطلقة في الكنيست 61 صوتاً من اصل 120 نائباً ثم عبر استفتاء شعبي.