ذكرت صحيفة " يديعوت" العبرية أمس الجمعة ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى الى استئناف المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا، بوساطة تركية، مع رفض مسبق لمبدأ النزول عن هضبة الجولان. واشارت الصحيفة الى ان مقربين من رئيس الحكومة نقلوا في الاونة الاخيرة رسائل الى انقرة، تظهر استعداد تل ابيب لاستئناف المفاوضات مع سوريا بشرط مسبق وهو ان حكومة نتنياهو لن تتنازل عن هضبة الجولان ولن تقبل المطلب السوري بالشروع في المحادثات "من النقطة التي توقفت عندها حكومة اولمرت". ونقلت "يديعوت" عن مسؤول اسرائيلي القول: " ان المشكلة مع استئناف المحادثات غير المباشرة هي أن السوريين اعتادوا على أن يسمعوا الاستعداد للانسحاب. والان نحن نجد صعوبة في اعادة معجون الاسنان هذا الى عبوته". ويشترط السوريون على الدوام بضرورة التزام اسرائيل بما بات يعرف "بوديعة رابين" والتي سلمت للاميركيين، وفيها ابدى رئيس الحكومة الاسرئيلية الاسبق اسحق رابين انسحابه الكامل من الهضبة. وكانت اسرائيل اجرت خلال العام الماضي جولات من المفاوضات غير مباشرة مع سوريا بوساطة تركية في اسطنبول، حيث جرى تبادل للرسائل بين رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت والرئيس السوري بشار الاسد، لكن هذه المفاوضات توقفت منذ الانتخابات الاسرائيلية وصعود اليمين الى الحكم قبل قرابة نصف العام. وحسب " يديعوت" فانه يجري البحث في محيط نتنياهو لدعوة فرنسا الى اداء دور الوسيط في المفاوضات، بديلا عن تركيا نظرا للبرود في العلاقات بين اسرائيل وتركيا خلال العام الماضي. يقابلها تحسن في العلاقات بين أنقرة ودمشق. وتبرر مصادر اسرائيلية ذلك بالقول: "نحن معنيون بطاولة نظيفة امام السوريين". ويرى نتنياهو ومستشاروه "ان من الافضل البحث مع السوريين في المسائل المختلفة المهمة للدولتين وعدم البدء في رسم خريطة الانسحاب الاسرائيلي. وسيتعين على السوريين أن يستوعبوا ان الحكومة الحالية لن توافق على البحث وفقا لمقاييسهم التي تقضي اما كل شيء أو لا شيء". وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود اولمرت قال في مقابلة وداعية مع "يديعوت احرونوت" العام الماضي :" انه في اي لقاء اتفاق مع سوريا ستضطر اسرائيل الى التخلي عن هضبة الجولان".