ذكرت صحيفة هآرتس امس أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استئناف المحادثات غير المباشرة والمتمثلة برفض نتنياهو الإعلان عن موافقة إسرائيل على الانسحاب من هضبة الجولان واستئناف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها العام الماضي. وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل قد نقل رسائل بين إسرائيل وسورية وبالعكس. ونقلت هآرتس عن مصدر لم تحدد هويته لكنها قالت إنه ضالع في المحادثات التي أجراها ميتشل في إسرائيل وسورية قوله إن ميتشل مرر رسالة نتنياهو إلى الأسد بعد بضعة أيام من اجتماعه بالأخير وأن الأسد رفض الاقتراح الإسرائيلي وشدد على أن إسرائيل تعرف جيدا أن الأساس للمفاوضات هو انسحاب إسرائيلي كامل من هضبة الجولان. وكان ميتشل التقى نتنياهو في القدس قبل نحو عشرة أيام وتمحور الحديث بينهما بالأساس حول الموضوع الفلسطيني لكنهما تطرقا إلى الموضوع السوري، وقال نتنياهو لميتشل إنه مهتم باستئناف المفاوضات مع سورية "من دون شروط مسبقة" وشدد على "أني لست مستعدا للتعهد مسبقا بانسحاب كامل من الجولان". وبحسب هآرتس فإن الأسد شدد بدوره خلال لقائه مع ميتشل على أنه ينبغي استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها خلال ولاية رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت أي من المرحلة التي تعين على الجانبين صياغة التزامات متبادلة تسمح بالشروع في مفاوضات مباشرة. يذكر أن المفاوضات الإسرائيلية – السورية غير المباشرة التي تمت بوساطة تركيا توقفت على اثر اندلاع الحرب على غزة في نهاية العام الماضي والانتخابات العامة الإسرائيلية التي جرت في شباط/فبراير الماضي. وأضافت الصحيفة أن نتنياهو ومستشاريه أبلغوا ميتشل بأنهم مستعدون لإجراء مفاوضات حول تسوية في الجولان لكنها لن تشمل انسحابا كاملا منه وإنما تندرج في إطار مفاوضات إقليمية تشمل الأردن ولبنان ويتم خلالها تنفيذ عملية تبادل أراض تتيح لإسرائيل الاستمرار في السيطرة على مواقع في الجولان. وقال المصدر المطلع على محادثات ميتشل إنه عندما طرح الأخير هذه الأفكار في دمشق "سقط السوريون عن مقاعدهم من شدة الضحك".