أعلنت حال الاستنفار الجزئي في صفوف قوات الأمن لمواجهة اضطرابات محتملة خلال حركة الاحتجاج العامة التي تجرى اليوم الأربعاء في جميع أنحاء روسيا، ويتوقع ان يشارك ما يزيد عن 15 مليون شخص للمطالبة باستقالة الرئيس بوريس يلتسن وتحسين الأوضاع الاجتماعية ووقف موجة الغلاء. وكانت النقابات والأحزاب اليسارية اتفقت على تنظيم الحركة قبل تشكيل حكومة يفغيني بريماكوف، ولكن انضمام عدد من ممثلي الشيوعيين والقوميين إلى الوزارة أدى إلى تغيير في الشعارات التي حذف منها شعار اسقاط الحكومة، إلا أن المشاركين في الاعتصامات والاضرابات والتظاهرات يطالبون بتسديد الرواتب المتراكمة، ودفع علاوات لمواجهة الغلاء الذي توقعت المصادر الحكومية ان يصل في العام الجاري إلى 290 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وتوقع وزير الداخلية سيرغي مستيدباشين مشاركة "بضعة ملايين" في الحركة، ولم يستبعد حدوث اضطرابات وأعمال شغب. إلا أن الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف قدر عدد المشاركين ب 40 مليوناً، وقال إن محافظي 45 مقاطعة سيشاركون في الحركة لتأمين سلامتها، وشدد على أن أعضاء الأحزاب اليسارية والنقابات سيلتزمون الانضباط، لكنه حذر من "استفزازيين" قد يستغلون استياء الناس. وأكد زيوغانوف أن 98 في المئة من مواطني روسيا يريدون ان يستقيل يلتسن طوعاً ويحملونه مسؤولية "الكارثة" التي حلت بالبلد خلال سنوات حكمه. ويؤيد هذا الرأي عدد من كبار السياسيين، فقد أشار محافظ اقليم كراسنديارسك الجنرال الكسندر ليبيد، الذي يعد من أبرز المرشحين للرئاسة، إلى ان استقالة يلتسن "حتمية". وقال إن 80 في المئة من سكان روسيا "عند أو دون" حد الفقر. وأضاف "على السلطة أن تخدم الناس، وعندما تعجز عن ذلك يجب أن ترحل". ومن الواضح ان الحركة الاحتجاجية ستكون بمثابة "استفتاء" ضد رئيس الدولة الذي أعلن سكرتيره الصحافي أنه سيلازم الكرملين اليوم. ولإمتصاص جزء من الاستياء، أكدت نائبة رئيس الوزراء فالنتينا ماتفيينكو ان الحكومة ستبدأ تسديد المرتبات المستحقة فوراً، لكنها لم توضح مصادر التمويل، خصوصاً أن الموازنة تعاني من عجز كبير. وأعلنت شركة "فنوكوفسكيه" للطيران وقف رحلاتها الجوية اليوم الأربعاء، كما أكد أصحاب المحلات التجارية وسط موسكو أنهم سيغلقون محلاتهم خوفاً من أعمال شغب محتملة.