"نريد أجورنا" و"لا نريد يلتسن"، أبرز شعارين رفعا في أكبر تظاهرات تشهدها روسيا في تاريخها المعاصر ونظمتها أمس الأربعاء اتحادات النقابات وأحزاب اليسار وقدر عدد المشاركين والمساهمين فيها بأكثر من 30 مليون شخص. وأعلن رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف ان استياء المتظاهرين "مبرر" لكنه دعا الى "الامتناع عن هز القارب في البحر الهائج". وجرت الاضرابات والاعتصامات والمسيرات في جميع انحاء روسيا وقدمت أرقام متناقضة عن عدد المشاركين فيها، اذ ان الشرطة ذكرت ان 150 ألفاً شاركوا في حركة الاحتجاج في مناطق الشرق الأقصى فيما قدرت النقابات العدد بأكثر من ثلاثة ملايين. وقدر رئيس النقابات ميخائيل شماكوف العدد الاجمالي للمساهمين في مختلف المسيرات بحوالي 30 أو 40 مليون شخص، ما يعني ان غالبية الناخبين في روسيا "اقترعت" ضد الرئيس بوريس يلتسن الذي طالبت شعارات المتظاهرين باستقالته فوراً. وذكر الناطق الرسمي باسم الرئيس، دميتري ياكوشكين ان يلتسن كان يتابع من مكتبه في الكرملين التظاهرات وأجرى اتصالات مع وزراء الأمن والدفاع والداخلية لمعرفة تطورات الأوضاع. ووجه بريماكوف خطاباً الى الشعب في وقت متأخر مساء الثلثاء - الاربعاء تعهد فيه دفع الرواتب المستحقة وقال ان حكومته ستلتزم تسديد الديون المتراكمة لاحقاً وحل مشاكل التموين الغذائي. وأضاف ان لدى الكثيرين من المتظاهرين "مبرراً للاستياء ولكنني ادعوهم الى عدم هز قاربنا في البحر الهائج اليوم". ولوحظ ان رئيس الوزراء شذ عن "قاعدة" مدح رئيس الدولة، بل انه لم يذكر اسم يلتسن مرة واحدة في خطابه. ومن جانبهم رد قادة المتظاهرين "الجميل" الى بريماكوف، فقد ذكر الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ان اليسار "يرحب" بالخطوات الأخيرة للحكومة لكنه يطالب باستقالة يلتسن فوراً أو التمهيد لها بعقد جمعية دستورية لتعديل القانون الأساسي. والى جانب الدعوة الى تنحي رئيس الدولة رفع المتظاهرون شعارات بينها "لا مكان للصهاينة في الكرملين والحكومة" إلا أن "حصة الأسد" من شعارات الاستنكار كانت موجهة ضد قادة "الاصلاحات" الراديكالية مثل يغور غايدار وأناتولي تشوبايس. ومنع عناصر القوات المسلحة من المشاركة في حركة الاحتجاج إلا أن الشرطة اعلنت انها استوقفت باصاً يقل 43 ضابطاً وجندياً كانوا متجهين الى موسكو وهم يعتمرون خوذاً فولاذية ويرتدون صدريات واقية من الرصاص.