واشنطن - أ ف ب - كثف العرب الاميركيون على غرار الاقليات الاميركية الاخرى التعبئة في صفوفهم عشية الانتخابات التي تبدأ اليوم الثلثاء في الولاياتالمتحدة وشحنوا من اجلها طاقات اكبر من العادة. وتعتبر هذه السنة بالفعل نقطة تحول في نشاطهم السياسي. ففي اول خطاب رئاسي امام مؤتمر عربي-اميركي عقد في ايار مايو الماضي اشاد الرئيس بيل كلينتون بالعرب الاميركيين لأنهم "وجدوا طريقهم". كما جمعت لجان التحرك السياسي العربية-الاميركية هذا العام مساهمات بلغت رقما قياسيا لحملات انتخابات الثالث من تشرين الثاني نوفمبر التي يفوق عدد الناخبين العرب الاميركيين المسجلين لها ال 550 الف ناخب. وساهمت "القيادة العربية-الاميركية" باك، اكبر لجان التحرك السياسي العربية -الاميركية، بمبلغ تخطى ال 100 الف دولار للحملات الانتخابية لهذا العام مقارنة مع 17 الف دولار قدمتها في 1996. وقام "المعهد العربي الاميركي" ومقره واشنطن بحملة تسجيل وطنية للناخبين في المناطق التي تشهد كثافة عالية للعرب الاميركيين لا سيما في ميشيغان وفيرجينيا واوهايو وساوث كارولاينا. ومع اقتراب موعد الانتخابات جال متطوعون على مناطق تجمع السكان العرب الاميركيين لحضهم على الادلاء بأصواتهم. وقال رئيس المعهد العربي الاميركي جيمس زغبي ان "مجموعات الناخبين الصغيرة يمكن ان تصبح، في حال تنظيمها، قوة فاعلة في تحديد نتائج الانتخابات". واضاف "حتى مجموعة تضم واحداً في المئة فقط من الناخبين في احدى المناطق يمكن ان تستخدم اصواتها في ترجيح كفة الانتخابات لا سيما اذا كان فارق الاصوات بين المرشحين ضئيلاً". وحسب احصاء للناخبين الاميركيين العرب المسجلين فان الاقلية العربية تشكل ما بين واحد واربعة في المئة من اجمالي عدد الناخبين في 55 من الدوائر الانتخابية لاعضاء الكونغرس، بينها عشر مناطق تشهد تنافساً حاداً. وافاد استطلاع للرأي اجراه المعهد العربي الاميركي وشبكة التلفزيون العربية - الاميركية "اي ان اي" ان 61 في المئة من الناخبين العرب الاميركيين المسجلين شاركوا في انتخابات العام 1996 مقارنة مع معدل يقارب عادة 49 في المئة. وعلى رغم ان العرب الاميركيين يلعبون دورا محدودا في التأثير على نتائج الانتخابات مقارنة مع الاقليات الاخرى، فإن ناشطين من العرب الاميركيين اعتبروا ان ارتفاع مشاركتهم ساهم في ايجاد موقع لهم على الخارطة السياسية. وهناك 40 مرشحاً من العرب الاميركيين للانتخابات بينهم ثمانية ترشحوا لعضوية الكونغرس و19 للمجالس التشريعية في الولايات وستة مرشحين للمجالس البلدية وستة لمناصب قضاة. أما في مناصب حكام الولايات فهناك عربية اميركية واحدة فقط هي جوان شاهين التي تخوض المعركة لتجديد ولايتها في منصب حاكم ولاية نيو هامبشير. وفي مجلس النواب هناك ستة عرب اميركيين يخوضون معركة لاعادة انتخابهم هم: جون الياس بلداشي ديموقراطي عن ماين وبات دانر ديموقراطية عن ميسيسيبي وكريس جون ديموقراطي عن لويزيانا وراي لحود جمهوري عن ايلينوي ونيك رحال جمهوري عن غرب فيرجينيا وجون سنونو جمهوري عن نيو هامبشير. وترشح عربيان اميركيان جديدان للفوز بمقاعد في الكونغرس هما الديموقراطي فيليب معلوف عن نيو مكسيكو والجمهورية ليسلي توما عن ميشيغان. وحسب سابا شامي مؤسس النادي الديموقراطي العربي الاميركي في فيرجينيا فإن العرب الاميركيين مثل الاقليات الاخرى يميلون الى دعم "المرشحين الاتنيين" في الانتخابات. واضاف انه على رغم ذلك فهم يتأثرون ايضاً ببرامج المرشحين وانجازاتهم. وأظهر استطلاع للرأي اجري مؤخراً ان 91 في المئة من الناخبين العرب الاميركيين المسجلين يعتبرون ان الحقوق المدنية للعرب الاميركيين تأتي في سلم اولويات المواضيع التي تؤثر في اصواتهم تليها حقوق الشعب الفلسطيني ومسألة الهجرة الى الولاياتالمتحدة. وافاد الاستطلاع الذي شمل 454 اميركياً متحدرين من اصل عربي ان 53 في المئة منهم يعتزمون التصويت لمصلحة المرشحين الديموقراطيين و29 في المئة لمصلحة المرشحين الجمهوريين.