صوتت بلدة نائية لا يتجاوز عدد ناخبيها 21في ولاية نيو هامبشير أقصى شمالي الولاياتالمتحدة لصالح المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء بعد أن ظلت البلدة حكرا على الحزب الجمهوري لمدة 40عاما. وقالت قنوات التلفزيون إن 15ناخبا في بلدة ديكسفيل نوتش صوتوا لصالح أوباما مقابل ستة أعطوا أصواتهم للمرشح الجمهوري جون ماكين حيث فتحت مراكز الاقتراع في البلدة أبوابها بعد منتصف ليلة الاثنين/الثلاثاء مباشرة إيذانا ببدء الانتخابات التي قد تسفر عن تولي أمريكي من أصل أفريقي الرئاسة للمرة الأولى في تاريخ الولاياتالمتحدة. يذكر أنه جرت العادة منذ عام 1960على أن يدلي الناخبون في ديكسفيل نوتش الواقعة بالقرب من الحدود الكندية بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية قبل أي بلدة أمريكية أخرى. وكان المرشح الديمقراطي الوحيد الذي فاز بأصوات هذه الدائرة الانتخابية منذ ذلك الحين هو هوبرت هامفري الذي خسر الانتخابات عام 1968أمام المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون. اما في بقية الولايات وقف الاميركيون في طوابير انتظار طويلة منذ الصباح الباكر امام مكاتب الاقتراع لاختيار الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة في انتخابات تاريخية قد تفتح ابواب البيت الابيض لاول مرة امام اميركي اسود. وفي جميع انحاء البلاد، كانت هناك طوابير انتظار طويلة امام مكاتب الاقتراع. وعند الساعة 16.00تغ كانت جميع مكاتب الاقتراع في الولاياتالمتحدة فتحت ابوابها باستثناء جزيرة هاواي حيث بدأ التصويت في الساعة 17.00تغ. وادلى المرشح الديموقراطي باراك اوباما ( 47عاما)، الذي ترجح الاستطلاعات فوزه، بصوته في مدينة شيكاغو (ايلينوي). واقترع اوباما، الذي الهبت دعوته للتغيير حماسة كثير من الاميركيين من مختلف المشارب والانتماءات العرقية والاجتماعية، بصحبة ابنته الكبرى ماليا قرابة الساعة 13.40تغ وانضمت اليه بعد قليل زوجته ميشال وابنتهما الصغرى ساشا. وارتسمت ابتسامة واسعة على وجه اوباما الذي تبادل بضع كلمات مع الاشخاص العديدين الموجودين في مكتب الاقتراع. ومن المقرر ان يعقد اوباما لقاء انتخابيا اخيرا في انديانا (شمال) بينما يتوجه بايدن الى فرجينيا (شرق). اما هيلاري كلينتون، التي خسرت معركة شرسة مع اوباما للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي بعد ان داعبها الامل طويلا في ان تصبح اول امراة تجلس في المكتب البيضاوي، فاقترعت في تشيبكوا في نيويورك حيث تمتلك منزلا هي وزوجها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. واقترع المرشح الجمهوري جون ماكين ( 72عاما) بصحبة زوجته سيندي في فينكس بولاية اريزونا (جنوب) . وبعد ان زار سبع ولايات الاثنين، قرر المرشح الجمهوري في اللحظة الاخيرة القيام بزيارة أمس الى كولورادو (غرب) ونيومكسيكو (جنوب غرب) وهما ولايتان جمهوريتان يحتمل ان يصوتا للديموقراطيين. اما ساره بايلن المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس فاقترعت في بلدتها بولاية الاسكا التي تحكمها. وجاءت بايلن الى مكتب الاقتراع بصحبة زوجها تود وبعد ان صافحت بعض الموجودين، قالت "انه حدث تاريخي ايا كان الفائز". وركزت عناوين الصحف الاميركية على الطابع التاريخي لهذه الانتخابات. وقالت صحيفة نيويورك بوست الشعبية "لم يبق الا القليل لندخل التاريخ" ووضعت صورة كبيرة لباراك اوباما في صدر صفحتها الاولى. اما صحيفة يو اس اي توداي فكتبت "اليوم يصنع التاريخ". وكان اوباما تحدث في ساعة متاخرة من مساء الاثنين امام 90الفا من انصاره جاءوا للاستماع اليه في ماناساس بولاية فرجينيا (شرق) التي لم تعط اصواتها لاي مرشح ديموقراطي منذ العام 1964.وطلب اوباما من انصاره الاستمرار في العمل بنفس الوتيرة وعدم التراخي او "التوقف لمدة ساعة واحدة او حتى ثانية واحدة" قبل انتهاء عمليات الاقتراع. واكد ماكين من جهته في لقاء انتخابي متأخر في لاس فيغاس بولاية نيفادا (غرب) "لا تفقدوا الامل، كونوا اقوياء، تحلوا بالشجاعة وقاتلوا". وكانت المسألة العنصرية الحاضر الغائب في الحملة الانتخابية اذ تجنبها باراك اوباما بحرص. ويظل تاثير العامل العنصري مجهولا كبيرا في هذه الانتخابات التي يتوقع ان تشهد نسبة مشاركة قياسية بالنظر الى زيادة اعداد المسجلين في سجلات الاقتراع. ويعتقد بعض الخبراء ان ما يراوح بين 130و 135مليون ناخب قد يقترعون مقابل 120مليونا في العام 2004و 105ملايين في العام 2000.ويامل الديموقراطيون الاستفادة من هذه الزيادة المتوقعة في الاقبال خصوصا ان السود الاميركيين محتشدون كما لم يحدث من قبل خلف المرشح الديموقراطي وان عددا كبيرا من الشباب سيقترعون. ويعول الجمهوريون على الناخبين المترديين الذين لم يحسموا اختياراتهم بعد لقلب الموازين وهو ما يعني ضمنا تصويت احتجاجي ضد اوباما يصب في صالحهم.